هذه المدينة الجنوبية العذبة الوديعة (جازان) الغنية بمواردها الغذائية والفكرية؛ الغذائية في نتاجها من الخضروات والفواكه التي تأتي في مقدمتها (المنقه) ومن ثم الأسماك التي تجود بها غلال الصيد البحري من مختلف الأشكال والمسميات من كنوز البحر الأحمر، وقد اشتهرت (جازان) بأسماك الحريد وموسمه المقام في كل عام، إضافة لمواسم أخرى كالسياحة لما تتمتع به المدينة جازان من شواطئ جميلة وجبال منيفة، فجبال (فيفا) غنية عن التعريف بشموخها، التي لا تزال مكان مزار السواح والزوار للمدينة، فجبل (فيفا) بعلوه الشاهق يصعب على متسلقه الوصول له بسهولة، ناهيك عن جمال الهواء العليل به وحسن منظره المطل على الجبال المتخمة له والسحب الكاسية لها مشكلة مناظر خلابة تسر الناظرين، وجبل (فيفا) معلم من معالم مدينة جازان. وإذا ما قلت (الفكر) فهاهو الشاهد الجبل الذي سأستمد منه البوح عن بعض أدباء وكتاب مدينة جازان وإذا كان لا بد من تزكية الشاهد؛ فالمزكية المدينة (جازان) الشاهدة على تاريخه العريق ممثلة بأحد أبنائها. والذي يحضرني قوله المتغني بالجبل، إنه أديبنا الكبير الراحل محمد أحمد العقيلي -رحمه الله- فيقول: فيفا هل لي بأن أجلوك للفكر في معرض الفن كالرسام للصور فاليوم قد آن أن تجلى محاسنها ويبرز الفن منها درة الفكر وآن للشاعر الموهوب معتزما بأن يزفك للأجيال والعصر وكأن شاعرنا الراحل وهو على سفح جبل (فيفا) يلقي بنظرة ممزوجة بالمحبة المفعمة بخفقات قلبه الحانية على مدينته التي ينظر إليها من علو الجبل الشاهق، مستلهما رائعة أخرى من ذكريات صباه وكتاباته ومؤلفاته عنها، وكأني أصغي أليه وأشاهده وهو يرنو ببصره لمدينته التي أنجبته، فيقول: جازان أني من هواك لشاكي فتنصتي لهزارك وفتاك أصغي إلى همسات قلب طامح متوثب الإلهام والإدراك يتعشق الفجر الوضيء ويرتوي إشعاع نور كواكب الأفلاك أفاق علمت ولا أقول مباهيا قد صاغ من درر البيان حلاك أنجبته تسري نسيما عاطرا بالشعر يعبق في رياض علاك وحينما قلت بداية، جازان الغذاء والفكر والاتزان، فإنني أؤكد أنني لم أذهب بعيدا في مصداقية القول، أليست جازان هي سلة من سلال قوتنا، ومنهلا من مناهل الأدب في بلادنا، وثالثة الأثافي (الاتزان) بمعنى أنها المدينة التي استطاعت أن توازن بين غذاء الأجساد وغذاء عقول العباد، مثلما هو الغذاء والماء والهواء في حياة الإنسان!! وبمعنى آخر الاتزان بالمحافظة على العلاقات الحميمة الدافئة مع الصحب والأحبة والمعارف فتلك ميزة يتحلى بها الصديق الجيزاني، ولعل فيما سأذكره هنا أكبر دليل على ذلك المسار المتسق الذي اجتمعت به المحاسن الثلاث. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة