ذكرت المدينة (20 أكتوبر) أن الملازم أول جابر المالكي مدير شرطة فيفا قد لقي مصرعه مباشرة بعد أن هوت سيارته (الجيب) من الجبل الشاهق إلى الوادي السحيق. ذلكم هو وضع الطريق الضيق جدا الذي يتلوى كالثعبان مخترقا الجبل المرتفع المهيب. طريق ضيق متعرج غير مُحاط بأي سياج قد يدفع غائلة السقوط المريع. وفي أنحاء كثيرة منه متآكل بسبب عوامل الزمن والتعرية الشديدة. بصراحة شعرت بقلق ليس قليلاً عندما صعدت ذلك الطريق قبل 3 سنوات في سيارة جيب تمشي الهوينا، ويشاركها الطريق الضيق متهورون بسيارات صغيرة وراشدون بسيارات كبيرة تصل حد الشاحنات. إنها خطورة واضحة يبدو أن الأهالي هناك قد اعتادوها وتدربوا على (بلاويها)، فما عاد يرف لهم جفن ولا تهتز لهم شعرة حتى يأتي قدر الله كالذي أصاب الملازم المالكي رحمه الله. السؤال إلى متى يظل هذا الطريق المخيف خصوصية ملتصقة بهذه المنطقة الرائعة الجمال المحدودة الموارد الشديدة الخضرة! وحتى تخرج فيفا من عزلتها هذه فلا بد من أخذ زمام المبادرة لنقلها من حالة السكون إلى حالة الحركة بكل ما تعنيه من تثقيف وتطوير ومعاصرة وتحديث. نعم فيفا بحاجة إلى استنهاض مادي كما بشري، فالطريق في حالته هذه غير مقبول لا شكلاً ولا موضوعاً. إنه طريق غير آمن من الناحية المرورية، ومن ثم لا يساعد على تنمية المنطقة ولا على انتقال حال ساكنيها من حالهم اليوم إلى الحال التي تعم البلاد كلها بحمد الله من انتشار للتعليم الجامعي وتنمية للحال الاقتصادي ونهضة شاملة في كل اتجاه. وفيفا من الناحية السياحية جميلة وجاذبة إذا توفرت لها أسباب النجاح وعوامل النهوض. وهكذا هي جازان: جبل شاهق وجزر بكر، وأجواء متباينة صيفاً وشتاءً. فيها جبل فيفا وفيها جزر فرسان، أي أن هناك بنية تحتية طبيعية رائعة تُوجت بمدينة اقتصادية هائلة وجامعة ناهضة شاملة. بقي أن نعطيها حقها من الاستثمار في بنية تحتية مناسبة متكاملة توحد الجهود وترفع التوقعات وتدخل على قلوب أهلها السرور والحبور.