تواصلت الجهود أمس في محاولة لانتزاع تسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل ساعات من انتهاء العمل بقرار التجميد الجزئي للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية. وتمارس الولاياتالمتحدة ضغوطا قوية داعية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى بذل كل الجهود الممكنة لمنع توقف المفاوضات. والتقى عباس ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس في نيويورك بعد محادثات البارحة الأولى لم تسفر عن نتيجة تذكر. وقال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشرق الأوسط جيفري فاتمان «إن المفاوضات مكثفة فعلا حاليا». من جهته، طلب نتنياهو من وزير الدفاع في حكومته ايهود باراك تمديد زيارته لنيويورك للمشاركة في الجهود من أجل التوصل إلى تسوية تسمح بمواصلة مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، حسبما ذكرت الإذاعة الاسرائيلية العامة. ولإنقاذ مفاوضات السلام، طلبت الأسرة الدولية وعلى رأسها باراك اوباما، بشكل واضح من نتنياهو تمديد التجميد وقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية الذي أعلن قبل عشرة أشهر. وفي الوقت نفسه، دعا الأمريكيون الفلسطينيين إلى عدم استخدام تهديد مغادرة المفاوضات. وأعلنت اسرائيل الجمعة استعدادها التوصل إلى تسوية حول الاستيطان، لكن القيادة الفلسطينية سارعت إلى رفضها كونها لا تضمن استمرار العمل بقرار تجميد البناء الاستيطاني الذي ينتهي الأسبوع المقبل. وأوضح مسؤول إسرائيلي كبير طالبا عدم كشف اسمه، أن «اسرائيل على استعداد للتوصل الى تسوية متفق عليها بين الأطراف»، لكنه أكد أنه «لا يمكن أن يكون هناك توقف تام للبناء الاستيطاني»، مضيفا أن نتنياهو يبذل جهودا مكثفة للتوصل إلى تسوية مماثلة قبل انتهاء مفعول قرار التجميد»، مقرا أن الولاياتالمتحدة تشارك بشكل كبير في هذا البحث عن تسوية. وتحت ضغط اليمين القومي المتشدد في التحالف الحكومي والمستوطنين، استبعدت حكومة نتنياهو تمديد المهلة إلى ما بعد الموعد المحدد. لكن في نيويورك قال عباس إنه لن يكتفي بحل جزئي أو تسوية لا تضمن وقفا تاما للاستيطان. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينه في نيويورك حيث يرافق عباس «لا بد من استمرار تجميد الاستيطان بشكل كامل في الاراضي الفلسطينية والقدس الشرقية». وأضاف أن «أي حلول جزئية مرفوضة من أجل استمرار المفاوضات»، موضحا أن «الحلول الجزئية لا تخلق المناخ المناسب لاستمرار هذه المفاوضات». ولقي رئيس السلطة الفلسطينية دعم الجامعة العربية التي قال أمينها العام أن تمديد تجميد الاستيطان «واجب» و «سيوجه رسالة رمزية تفيد أن السياسة الإسرائيلية جدية في هذا الشان».