باشرت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما حملة محمومة لإنقاذ المفاوضات الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين عن طريق دفع إسرائيل إلى عدم استئناف الاستيطان، والسلطة الفلسطينية إلى عدم وقف التفاوض إذا أصرت تل أبيب على استئناف الاستيطان. والتقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، كما التقت قبل ذلك قادة إسرائيليين وزعماء من الشرق الأوسط، ورمت تلك اللقاءات جميعها إلى إبقاء عجلة المفاوضات دائرة. غير أن محمود عباس قال -ردا على سؤال عن مدى حصول تقدم في المفاوضات وفي وقف الاستيطان- إنه (لا يوجد جديد). وتخشى واشنطن من أنه إذا أنهت إسرائيل تجميد البناء الاستيطاني فإن الفلسطينيين سينفذون تهديدا بالتخلي عن محادثات السلام المباشرة التي بدأت هذا الشهر بعد فترة توقف استمرت حوالي 20 شهرا. وقال جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى إن (المناقشات مكثفة جدا الآن). وأضاف (إننا نحث إسرائيل على تمديد التعليق ونوضح أيضا للفلسطينيين أننا لا نعتقد أن من مصلحتهم الانسحاب من المحادثات). وبرغم تأكيد الرئيس الفلسطيني أن مفاوضات السلام لن تستمر إذا استؤنف الاستيطان في الأراضي المحتلة عند انتهاء فترة تجميده الأحد المقبل، فقد لاحت بوادر بأن محمود عباس يتجه لتخفيف موقفه بشأن الاستيطان. وقال مسؤولون فلسطينيون إن الجانب الفلسطيني سينظر في أي تسوية تقدمها واشنطن بشأن المستوطنات الإسرائيلية. يأتي ذلك في حين نقل زفيكا كريغر نائب رئيس مركز دانييل أبراهام للسلام في الشرق الأوسط عن عباس قوله في لقائه مع قادة 50 منظمة يهودية أميركية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه لن يقوم بالضرورة بمغادرة طاولة المفاوضات إذا لم يقم الإسرائيليون بتمديد تجميد الاستيطان. في المقابل حثت إسرائيل الفلسطينيين أمس على عدم التخلي عن مفاوضات السلام بعد انتهاء التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربية، وقالت إن أي مشروعات بناء جديدة ستكون محدودة. ونقل عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إسرائيل مستعدة للتوصل إلى ما وصفه بتسوية متفق عليها بين الأطراف كافة بشأن تمديد قرار تجميد الاستيطان، لكن المسؤول نفسه قال إن هذا التجميد لا يمكن أن يكون كاملا، وأشار إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى للتوصل إلى تسوية قبل انتهاء فترة تجميد الاستيطان الأحد المقبل. وأشار المسؤول إلى أن نتنياهو على اتصال بمسؤولين أميركيين وآخرين من أنحاء أخرى في العالم وأن مبعوثين له يعملون مع الأميركيين في إطار جهود مكثفة لإيجاد تسوية يوافق عليها الطرفان لقضية إنهاء تجميد الاستيطان. وأضاف أنه يجب أن يقال أيضا إن خطة البناء في الضفة الغربية في العام المقبل متواضعة، حتى إنها لا يمكن أن تؤثر على الإطلاق في عناصر اتفاق سلام، دون أن يقدم أي تفاصيل بشأن ما عرضته إسرائيل أو ما طلبته من الفلسطينيين في الاتصالات الأخيرة. وكان الرئيس الأميركي قد حث إسرائيل على تمديد تجميد البناء في المستوطنات، والعرب على أن يتحركوا قدما نحو إقامة علاقات طبيعية مع تل أبيب للمساعدة في استمرار محادثات السلام. وقال أوباما في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس إنه يعتقد أنه يمكن تمديد وقف الاستيطان، ويعتقد كذلك أن المحادثات ينبغي أن تستمر إلى أن تكتمل، مشددا على أن الوقت الآن هو وقت انتهاز الفرصة حتى لا تضيع.