حثت إسرائيل الفلسطينيين على عدم الانسحاب من مفاوضات السلام التي استؤنفت في الاونة الاخيرة بعد الانتهاء الوشيك لتجميد إسرائيلي جزئي للاستيطان في الضفة الغربية وقالت إن أي مشروعات بناء جديدة ستكون محدودة. وأثار الانتهاء المقرر امس الاحد لتجميد إسرائيلي استمر عشرة شهور للبناء في مستوطنات يهودية تهديدات من جانب الفلسطينيين بالانسحاب من المحادثات التي يرعاها الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي دعا إسرائيل مرارا إلى تمديد التجميد. وجدد أوباما دعوته من منبر الجمعية العامة للامم المتحدة يوم الخميس مما زاد الضغوط على الدولة العبرية. وتملص رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو - الذي تضم حكومته الائتلافية اليمينية أحزابا تناصر المستوطنين - من هذه الدعوات حتى الان لكنه قال أيضا إن البناء الجديد في المستوطنات قد يكون على نطاق محدود. وصرح مسؤول إسرائيلي بأن نتنياهو على اتصال بزعماء أمريكيين وآخرين من أنحاء أخرى في العالم وإن مبعوثين له يعملون مع الامريكيين في إطار "جهود مكثفة لايجاد تسوية يوافق عليها الطرفان لقضية انهاء تجميد البناء." وأضاف "يجب أن يقال أيضا إن خطة البناء في الضفة الغربية في العام المقبل متواضعة حتى أنها لا يمكن أن تؤثر على الاطلاق في عناصر اتفاق سلام." واجتمعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في نيويورك في اطار نشاط دبلوماسي امريكي يهدف الى انقاذ المحادثات . وقال جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى ان"المناقشات مكثفة جدا الان. "اننا نحث اسرائيل على تمديد التعليق ونوضح ايضا للفلسطينيين اننا لا نعتقد ان من مصلحتهم الانسحاب من المحادثات." وقال البيت الابيض ان اوباما تحدث هاتفيا مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بشأن هذه القضية. وذكر بيان للبيت الابيض ان "الرئيس والمستشارة اتفقا على ضرورة ان تمدد اسرائيل تعليقها للنشاط الاستيطاني وضرورة استمرار المفاوضات حتى اكتمالها." ولم يقدم المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه مزيدا من التفاصيل حول ما عرضته إسرائيل أو ما طلبته من الفلسطينيين في الاتصالات الاخيرة. ومن الافكار التي تحدث عنها مسؤولون إسرائيليون لتحسين الموقف استئناف البناء الكامل في الكتل الاستيطانية التي ستضمها إسرائيل إليها في نهاية الامر والحد من مشاريع البناء في المستوطنات المنعزلة والحد من موافقتها على إقامة منشآت جديدة دون تجميد رسمي. لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن أكثر من مرة أنه لن يقبل استئناف البناء في المستوطنات وهدد بالانسحاب من محادثات السلام إذا استؤنف البناء. وقال أحد كبار مساعدي عباس لرويترز "لن يوافق الرئيس على بناء ولو منزل واحد في المستوطنات." وقال مسؤولون مقربون من المحادثات الاسبوع الماضي إن نتنياهو رفض اقتراحا بتمديد تجميد البناء لمدة ثلاثة شهور. ونقل مكتب نتنياهو عن رئيس الوزراء قوله في بيان إن استمرار البناء الاستيطاني لم يعرقل جولات سابقة من المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين تعود إلى عام 1993 . ولم تكن هذه المحادثات تشمل دائما شرطا يضعه نتنياهو ويرفضه الفلسطينيون وهو الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. وقال نتنياهو "إذا أراد الفلسطينيون السلام سيستمرون في المحادثات معنا للتوصل إلى اتفاق إطار عمل في غضون عام ... أتمنى ألا يترك الفلسطينيون المحادثات وألا يديروا ظهورهم للسلام." وفي كلمته أمام الجمعية العام للامم المتحدة أعرب أوباما عن أمله في إقامة دولة فلسطينية في غضون عام وقال "نحن نعتقد ان وقف الاستيطان ينبغي تمديده .. ونحن نعتقد ايضا ان المحادثات ينبغي ان تستمر الى ان تكتمل." ورحب الرئيس الفلسطيني بتصريحات أوباما. وقالت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن عباس عبر عن استعداده الكامل للتعاون مع الجهود الامريكية حتى تنجح عملية السلام.