تحدثت إسرائيل أمس عن إمكانية التوصل إلى تسوية قبل انتهاء العمل بقرار تجميد النشاط الاستيطاني الذي يهدد مفاوضات السلام التي استؤنفت قبل ثلاثة أسابيع. وقبل أيام قليلة من انتهاء قرار صدر قبل عشرة أشهر بوقف جزئي للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية، قالت الحكومة الإسرائيلية إنها على استعداد للتوصل إلى تسوية متفق عليها مع الولاياتالمتحدة والفلسطينيين بشأن تمديد قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية. وأفاد مسؤول إسرائيلي كبير طالبا عدم كشف اسمه أن تل أبيب على استعداد للتوصل إلى تسوية متفق عليها بين الأطراف كافة بشأن تمديد قرار تجميد الاستيطان، بيد أنه جزم أنه لا يمكن أن يكون هناك توقف تام للبناء الاستيطاني. وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبذل جهودا مكثفة للتوصل إلى تسوية مماثلة قبل انتهاء مفعول قرار التجميد في 26 سبتمبر (أيلول)، مقرا أن واشنطن تشارك بشكل كبير في هذا بحثا عن تسوية. وأوضح أنه في هذا السياق، طلب رئيس الوزراء من كبير المفاوضين الإسرائيليين إسحق مولخو تمديد إقامته في الولاياتالمتحدة، حيث هو موجود حاليا بغية التوصل إلى اتفاق. من جهة أخرى، قال المصدر إن نتنياهو بحث في الأيام الماضية هذا الموضوع، ولا سيما مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، نائب الرئيس جو بايدن، المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو. ويشكل ذلك تغييرا في موقف إسرائيل التي كانت تصر من قبل على أن تجميد الاستيطان لن يمدد، على الرغم من تهديد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالانسحاب من مفاوضات السلام. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية الخميس أن الولاياتالمتحدة تعرض أفكارا على الفلسطينيين والإسرائيليين على أمل دفع عملية السلام. وقال فيليب كراولي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة «ثمة مواقف غير منسجمة من الجانبين. نعرض أفكارنا بشأن الطريقة التي يمكننا بها المضي قدما من الطرفين حتى تستمر العملية في التقدم». وأكد أن الولاياتالمتحدة مشاركة بالكامل في الجهود المبذولة لإنقاذ مفاوضات السلام، لكن «هم الذين سيتخذون القرارات في نهاية المطاف». وقال كراولي «إننا نقدم اقتراحات، وقد فعلنا ذلك بشكل مكثف هذا الأسبوع». واتهم «مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة» (يشع) الرئيس الأمريكي بالرضوخ لتهديدات الفلسطينيين بالانسحاب من طاولة المفاوضات إذا لم يستجب إلى شروطهم المسبقة المتعلقة بتمديد قرار تجميد بناء المستوطنات. من جهته، حذر الرئيس الفلسطيني مجددا أمس من أن مفاوضات السلام مع إسرائيل ستتوقف إذا استؤنف الاستيطان في الأراضي المحتلة عند انتهاء العمل بقرار إسرائيل تجميده الأسبوع المقبل.