حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجددا أمس بأن مفاوضات السلام مع إسرائيل ستتوقف إذا استؤنف الاستيطان في الأراضي المحتله عند انتهاء العمل بقرار إسرائيل تجميده مساء غد. وقال خلال لقاء في نيويورك مع ممثلي الجالية الفلسطينية في الولاياتالمتحدة "أنا أقول كلمة واحدة، إذا لم يوقف الاستيطان ستوقف المفاوضات". إلا أن مسؤولا إسرائيليا أعلن أمس أن إسرائيل على استعداد للتوصل إلى"تسوية متفق عليها" بين الأطراف كافة بشأن تمديد هذا القرار، مؤكدا في الوقت نفسه أن "هذا التجميد لا يمكن أن يكون كاملا". وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "يبذل جهودا مكثفة للتوصل إلى تسوية مماثلة قبل انتهاء مفاعيل قرار التجميد في 26 سبتمبر" الجاري. وتابع "الولاياتالمتحدة تشارك بشكل كبير في هذا البحث عن تسوية. وطلب رئيس الوزراء من كبير المفاوضين الإسرائيليين إسحق مولخو تمديد إقامته في الولاياتالمتحدة" من أجل التوصل إلى اتفاق. إلى ذلك، تكثفت الجهود الأمريكية في مسعى للتوصل إلى اتفاق يتيح استمرار المفاوضات، خاصة أن فترة التجميد التي استمرت 10 أشهر للاستيطان في الضفة الغربية تنتهي رسميا غدا. إلا أن مسؤولين إسرائيليين يقولون إن الفترة تنتهي فعليا في الثلاثين من الشهر الجاري، إذ تم التوقيع على قرارات التجميد بعد 3 أيام من اتخاذ قرار بشأنها في الحكومة الإسرائيلية. ويحاول نتنياهو وضع اللوم على الجانب الفلسطيني وقال خلال جلسة تشاورية إسرائيلية "إذا أراد الفلسطينيون التوصل إلى السلام فعليهم ألا ينسحبوا من المفاوضات". وأجرى نتنياهو اتصالات مع زعماء ومسؤولين في بعض دول العالم في مسعى لإيجاد مخرج من معضلة البناء ومن بينهم نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وكان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك حاولا في لقاءات منفصلة مع الرئيس عباس في نيويورك إقناعه بالقبول بصيغة تقبل البناء فقط في الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية. وأوضحت مصادر إسرائيلية أن البناء في المستوطنات سيستأنف مع انتهاء مفعول أمر التجميد غدا، مشيرة إلى أن الاتجاه هو القيام ببناء بحجم ضيق مثلما كان في فترة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت.