القدس المحتلة، نيويورك - أ ف ب - تواصلت امس المساعي من اجل التوصل الى تسوية بين الاسرائيليين والفلسطينيين قبل ساعات من انتهاء العمل بقرار التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربية. وتمارس الولاياتالمتحدة ضغوطاً قوية، داعية رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى «بذل كل الجهود الممكنة» لمنع توقف المفاوضات. وكان مقرراً ان يلتقي عباس وكلينتون امس في نيويورك بعد محادثات بينهما مساء الجمعة لم تسفر عن أي نتيجة. وقال الناطق باسم وزيرة الخارجية فيليب كراولي: «ان اللقاء دام 25 دقيقة. وجهودنا ستستمر»، مضيفاً ان «لقاء بينهما السبت محتمل». من جانبه، قال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشرق الاوسط جيفري فيلتمان ان «المفاوضات مكثفة فعلاً حالياً»، مضيفاً: «نحض اسرائيل على تمديد التعليق، ونوضح ايضا للفلسطينيين اننا لا نعتقد ان من مصلحتهم الانسحاب من المحادثات». وتابع ان المسؤولين الاميركيين يحاولون اقناع الطرفين بإيجاد وسيلة من اجل استمرار المحادثات، مضيفاً: «نحض في هذه المرحلة الطرفين على توفير افضل مناخ يؤدي الى التوصل الى نهاية ناجحة للمفاوضات، وان يأخذ الجانبان عملية المفاوضات بجدية». من جانبها، أعلنت الرئاسة الفلسطينية عقب لقاء عباس - كلينتون ان لقاء آخر سيعقد بينهما. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة عقب اللقاء: «بحث عباس مع كلينتون تطورات العملية السياسية في ضوء استئناف المفاوضات المباشرة»، مضيفاً: «سيكون هناك لقاء ثان لعباس السبت مع كلينتون هنا في نيويورك». من جهته، طلب نتانياهو من وزير الدفاع في حكومته ايهود باراك تمديد زيارته لنيويورك للمشاركة في الجهود من اجل التوصل الى تسوية تسمح بمواصلة مفاوضات السلام، حسبما ذكرت الاذاعة الاسرائيلية. وكانت اسرائيل اعلنت الجمعة استعدادها التوصل الى «تسوية» في شأن الاستيطان، لكن القيادة الفلسطينية سارعت الى رفضها كونها لا تضمن استمرار العمل بقرار تجميد البناء الاستيطاني الذي ينتهي الاسبوع المقبل. وردت الرئاسة الفلسطينية برفض ذلك، وقال ابو ردينة: «لا بد من استمرار تجميد الاستيطان بشكل كامل في الاراضي الفلسطينيةوالقدسالشرقية». واضاف ان «أي حلول جزئية مرفوضة من اجل استمرار المفاوضات»، موضحاً ان «الحلول الجزئية لا تخلق المناخ المناسب لاستمرار هذه المفاوضات». ولقي رئيس السلطة الفلسطينية دعم الجامعة العربية التي قال امينها العام عمرو موسى ان تمديد تجميد الاستيطان «واجب»، وانه «سيوجه رسالة رمزية تفيد ان السياسة الاسرائيلية جدية في هذا الشأن». وصرح في مؤتمر صحافي في نيويورك بأن «عملية مفاوضات جدية وقابلة للحياة لا يمكن ان تتواصل ويستمر في الوقت نفسه بناء المستوطنات في الاراضي المحتلة». واضاف: «اذا استمر (الاسرائيليون) في قضم وحدة الاراضي الفلسطينية وتغيير مضمونها الديموغرافي وطابعها الجغرافي، فلماذا نضيع وقتنا؟». عباس يزور تمثال الحرية: حرية شعبنا قريبة جداً الى ذلك، اعلن الرئيس الفلسطيني خلال زيارته تمثال الحرية في نيويورك اول من امس ان «حرية شعبنا الفلسطيني قريبة جدا». وقال لوكالة «فرانس برس» ان «تمثال الحرية في نيويورك هو رمز لحرية الشعب الاميركي وحرية الشعوب»، مضيفاً: «نأمل في ان نبني ثمثالاً للحرية في دولة فلسطين قريبا». وتابع ان «الشعب الاميركي الذي عانى من الاحتلال يعرف تماما معنى المعاناة والحرية، ونأمل في دعمهم لحرية الشعب الفلسطيني في نيل حريته واستقلاله». وزاد: «كما أهدت فرنسا تمثال الحرية للشعب الاميركي، نأمل في ان تهدي الولاياتالمتحدة وشعبها للشعب الفلسطيني تمثالاً للحرية».