يبدو لي أن المنطقة الغربية في حال خصام مع الأعياد! هذه هي المرة الأولى أصافح فيها عيدا بعد حقب زمانية طويلة تقاس بعقود من الزمان! جئتها على عجل في لحظة كان القرار شكرا لله عز وجل .. فجئت «مكة» وكان العيد في موعده وحل علي .. وأنا في المنطقة الغربية! هل هناك فرق بين عيد الرياض وعيد جدة؟! الآن .. يعتقد البعض أن المقارنة بين العيدين إساءة للوطنية الشاملة! وأقول هراء هذا الاعتقاد الضيق! فنحن أبناء وطن واحد هو كالقارة! وهذه الرياض، وهذه جدة، وهذه جيزان، وتلك حائل، وهناك الظهران .. وهلم جرا .. كلها الوطن .. وكلها لنا .. ولا عيب ولا نقيصة أن نقول لكل مدينة وجه وملامح وتفاصيل ونحن أوطان في قلب وطن واحد! ومدن شاسعة لها اسم جامع شامل واحد .. والوحدة لا تنقض التفاصيل ولا تغطي على الوشائج ولا تمنع أن أكون «سعودية» مولودة في مكة، وأعيش في الرياض، ومتزوجة من الأحساء، وأسافر إلى أبها وأمي من حائل!، وأختي زوجها من تبوك! هذا يحدث .. وما أكثر السعوديين الذين على هذه الشاكلة.. نصفنا هنا ونصفنا هناك وبعضنا من هنا وبعضنا من هناك، ولا يعني أن أكتب عن الرياضوجدة لا تهمني! وإذا كتبت عن جدة فلأني لا أحب أهل الرياض! علينا أن نخرج من هذه التصورات الوهمية! علينا أن نخرج من المغالاة في كل شيء! المغالاة في التعبير عن الوطنية! والمغالاة في التعبير عن التدين! والمغالاة في التعبير عن المشاعر! والمغالاة في التخوف من التهم أن تطالنا! والمغالاة حتى في تثمين البضائع! علينا أن نبعد ونبتعد عن المغالاة التي لا نزال نمارسها في سلوكياتنا وكتاباتنا وحياتنا! من فرط التخوف والخوف أن يطالنا اتهام ما! لنخرج عن أسر التصنع والتخوف والترقب والإحساس بالرقيب فيما لو قلنا عن انتمائنا كلمة أو عن الوطن كلمات، أو عن الدين كلام لا يسيء ولكنه يشرح! علينا أن لا ننتظر التصفيق بالتلفيق! بل لنكن عاديين قادرين على حماية وطنيتنا دون خوف وقادرين على التعبير عن مشاعرنا دون خوف وقادرين على الخوض في معركتنا ضد التعصب والتحيز والتحزب بإمكاناتنا الذاتية وثقتنا في أنفسنا وثقة قادة الوطن بنا! إن العيد هو المكاشفة مع هذه الحقائق لذا أتحدث عن العيدين في المنطقة الوسطى والغربية بحرية مطلقة .. أف انتهت الزاوية والكلام لم يبدأ بعد!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة