تصاعدت أمس مطالبات سكان أحياء شرق جدة، بتدخل الأمانة لحل مشكلة المياه الآسنة (الصرف الصحي) قبل دخول عيد الفطر، في الوقت الذي سجلت أمراض بين السكان. واتسعت دائرة المطالبة إلى سكان وسط جدة والتجار في منطقة البلد خصوصا شارع قابل، عقب تكبد الباعة خسائر في أهم مواسم البيع (العشرة الأواخر) في ظل عزوف المشترين من الدخول إلى منطقة السوق بسبب تزايد المياه الآسنة وغرق الممرات المؤدية إلى المتاجر. وحذر مراقبون صحيون من خطورة الطفوحات والتسربات المتكررة للمياه الملوثة الآسنة في أحياء شرق الخط السريع لمحافظة جدة، ما يتسبب في اتساع الأمراض الصحية للأهالي، في ظل استمرار غرق الشوارع والميادين العامة المجاورة للمنازل بالمياه الراكدة. وأكدوا في حديثهم ل «عكاظ» أن تجمعات المياه الآسنة أفرزت بحيرات عدة داخل أحياء شرقي المحافظة، إضافة إلى إمكانية اتساعها للأراضي البيضاء، خلافا لاختلاطها بالنفايات المختلفة، ما يعني بيئة خصبة لتكاثر البعوض، الحشرات، والقوارض. وأمام ذلك تعذر الوصول لمسؤولي الأمانة والشركة الوطنية للمياه لاستيضاح ما آلت إليه تصريحاتهم ووعودهم السابقة بشأن معالجة مشكلة المياه الآسنة في المحافظة بعد رصدها، خشية اتساع مواقع الطفوحات والحد من انتشار بعوضة الضنك. من جهتهم، أوضح عدد من المواطنين انفجار أنابيب المياه بشكل متكرر في أحيائهم الشرقية، خصوصا أثناء ضخ مياه التحلية، والتأخر في سحب مياه الصرف الصحي، ما تسبب في مضايقتهم في منازلهم، المساجد، والحدائق العامة. في حين دفعت المياه الآسنة داخل الأحياء بعض المحال التجارية إلى إغلاق نشاطهم منذ الشهر الماضي، بانتظار تحرك الجهات المعنية بمعالجة الشوارع والطرق من اتساع البحيرات الراكدة أمام محالهم. وقال قصي عسيري (من حي قويزة)، «إن هذه الأحياء تعاني من كوارث بيئية منذ سنوات طويلة دون أن تتحرك الأمانة، الصحة، المجلس البلدي، جمعية مراكز الأحياء، والعمد، من الوقوف على الأزمة ومعالجتها». ودعا ياسين الشريف (من حي التوفيق)، إلى سرعة صيانة الحي من الناحية البيئية والصحية، وحماية الأهالي من الأمراض المتجددة والحد من انتشار الضنك، إضافة إلى تشويهها للمنظر العام والجمالي لشوارع المحافظة. وأوضح فهد المطيري (من حي السامر)، أن تجمعات المياه تسببت في تعطيل الحركة المرورية، إذ تشهد الكثير من أحياء شرقي المحافظة ازدحاما في كافة شوارعها، خلافا لسوء الطرق الرئيسة بفعل البحيرات الراكدة.