تسبب طفح المياه المتكرر الناتج عن ترسبات أنابيب مجاري الصرف الصحي وخروج المياه الجوفية من باطن الأرض، في مغادرة بعض سكان كيلو 14 الشمالي شرقي جدة من الخروج من منازلهم؛ بحثا عن أحياء لا تعاني من ظاهرة المياه الآسنة التي باتت حديث مجالسهم الأبرز. وبالأخص أن الجهتين المختصتين في معالجة أوضاع المياه في جدة تكاد خدماتها شبه معدومة لمعالجة الحي من وضعه الحالي، والذي أدى إلى تلف الطرقات العامة والشوارع الداخلية وتكوم البحيرات وتكوين بيئات غير صحية يتكاثر فيها البعوض الناقل لحمى الضنك وتطور أوضاعه يوميا. وأوضحت مصادر مطلعة في أمانة جدة وشركة المياه الوطنية أن الجهتين تنفذان عمليات مشتركة حاليا لتحديد نوعية المياه المتسربة في حي كيلو 14 الشمالي، متوقعة أن تكون المياه جوفية أو بسبب مخالفة بعض القاطنين في الحي بتوصيل منازلهم في الشبكات القريبة منهم غير العاملة، مؤكدة أنه تم القبض على عدد من المخالفين وتحرير مخالفات بحقهم. ولا يحتمل أحمد علي البشيري القاطن في منزل يتكون من غرف أرضية في حي كيلو 14 الشمالي عوامل البيئة المؤثرة على منزله؛ نظرا لبساطة مواد البناء المستخدمة في تشييده، فالمياه الجوفية المتسربة إلى أرجاء منزله جعلته يهجره برفقة أسرته المتكونة من والدته وزوجته وستة من أبنائه، متجها إلى شقة مستأجرة بمبلغ يفوق قدرته المالية. ويقول أحمد البشيري إنه فوجئ بطفح المياه داخل غرفة استقبال الضيوف، «ما أوقعني في حرج مع أقاربي الذين كانوا يزورني في ذلك اليوم، ولم أعر الموضوع اهتماما كوني أعتقدت أنه أمر بسيط ويمكن معالجته، إلا أن ذلك امتد إلى كافة أرجاء المنزل خلال فترة وجيزة لم تتجاوز أسبوعا واحدا، ما دفعني إلى الخروج وعائلتي خوفا من انتقال الأمراض المعدية إلينا». ويشير أحمد البشيري إلى أن مشكلة طفح المياه في منزله مستمرة منذ 30 يوما، حاول خلالها إبلاغ كافة الجهات الحكومية المعنية، لكنه لم يجد تجاوبا، إذ اضطر لتقديم شكوى بحق تلك الجهات إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة التي أحالتها إلى محافظة جدة التي وجهت الشركة الوطنية للمياه لمتابعة الوضع، لكنه لم يتغير. من جهته، يؤكد خالد الشهراني (أحد قاطني كيلو 14 الشمالي) أن تدفق المياه في الشوارع والأحياء الداخلية للحي تسبب في إغلاق عدد من الطرقات؛ نظرا لتكون الحفر الوعائية وتقشر الطبقات الأسفلتية وانقشاعها ما دفع القاطنين إلى استبدالها بأخرى نظرا لعدم أهلية الطريق للمركبات العابرة. وتخوف الشهراني من أن المياه المنتشرة في أرجاء الحي تساهم في تصاعد وتيرة نقل الأمراض، وبالأخص بعد معاينته لعدد من البحيرات الراكدة وملاحظة البعوض الناقل لحمى الضنك.