كانت رسالة مختلطة المشاعر والسطور، أرادت صاحبتها أن تقول الكثير من الكلام ولكنها كانت تتوقف في منتصف الجملة، هل صادفتم يوما ما شخصا بليغ العبارة ولكنه يتلعثم رغما عنه لوجود شيء ما في نفسه؟، هذا هو أدق وصف لرسالة هذه الشابة: (الليلة اكتشفت شيئا تمنيت لو أنني لم أكتشفه أبدا .. ما كنت أخشاه منذ فترة تأكدت منه .. قد تتساءل ما دخلك باكتشافاتي الخطيرة .. ولكن أنا أرى بأن لك دخلا .. لأنك فرد من أفراد المجتمع وأب في أسرتك الصغيرة وابن في أسرتك الكبيرة وربما تكون جدا لطفل صغير وبالتأكيد أنت خال وعم .. بالنسبة لي تهمني العلاقة التي تجعلني أكتب إليك وهي أنك كاتب في الصحيفة .. لعل صوتي يصل إلى المجتمع من خلالك .. وحتى لو لم يحرك صوتي ساكنا .. فإنني سوف أتعلق بقشة الأمل .. لأن السكوت مشاركة في الجريمة وتواطئ مع الخطأ .. أعود لاكتشافي .. لأقول لك بأن أخي جرجروه أصحابه ليدخلوه أبواب الشذوذ القذرة .. جاءتنا علوم تقول ولدكم مع شلة خربانة .. تخيل .. أخي سندي في هذا الدنيا شاذ! .. وغارق حتى أذنيه في مستنقع آسن!). فجأة تباعدت الأسطر وظهرت الكثير من فراغات ونقاط لا معنى لها فتخيلت أن صاحبة الرسالة توقفت قليلا للبكاء أو أن رسالتها انتهت ولكنها عادت لتواصل رسالتها التي كتبت بحروف مبحوحة: (هذه مشكلتي وأعرف أنها مشكلة شخصية جدا .. والله يقدرني على حلها .. ولكن المشكلة التي تخصني وتخصك وتخص المجتمع النائم الذي لا أعلم متى يستيقظ من سباته الطويل أن ظاهرة الشذوذ سواء بين الذكور أو الإناث انتشرت انتشارا مخيفا .. وبما أنك عايش معنا لا بد أنك رأيت أو سمعت عن انتشار هذه الظاهرة ولو طراطيش كلام .. أما إذا لم تسمع عن ذلك فأنا أؤكد لك من خبرة الجامعة أن الموضوع أصبح عيني عينك وأقل شيء يقال عنه أنه أصبح خطييييير .. فحين كنت طالبة في الجامعة كان الكثير من البنات تمشي ومعها خويتها .. صار هذا المشهد عاديا جدا جدا .. طيب السؤال: أين المدارس؟ .. أين المساجد؟ .. المحاضرات .. الدورات ..الندوات .. أين المجتمع كله من انتشار هذه الظاهرة؟، تذكر أنك فرد في هذا المجتمع ولم أسمع منك أو أقرأ لك شيئا عن هذا الموضوع .. لا أعلم ما هو الحل ولكنني متأكدة بأن الحل لن يكون فرديا مثل أني أحل مشكلتي بنفسي وكل الناس اللي يواجهون نفس مشكلتي يعملون مثلي ويحلون مشاكلهم بأنفسهم .. ماذا نفعل إذا فشلت الحلول الفردية في مواجهة هذه القذارة؟ .. صدقني أنا متأكدة أننا لم نصل إلى هذا المستوى بين ليلة وضحاها .. وليس لسبب واحد أو سببين أو ثلاثة انتشرت هذه الظاهرة .. الحل بالتأكيد موجود بس وين اللي يحلون؟ .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. أعرف أنك تعرف ما سأقوله لك ولكن للتذكير فقط .. أن تكون كاتبا في صحيفة هي مثل أن تكون في أي عمل ما .. لك حقوق وعليك واجبات .. وككاتب وكمسلم وكمثقف من واجبك أن تنقل أصواتنا نحن أخواتك وإخوانك في الدين والوطن والإ نسانية ..لا أعلم هل قرأت رسالتي أم لا؟ .. وسواء قرأتها أو لم تقرأها؟، أحملك إياها أمانة في عنقك ليوم القيامة .. ألست من ينقل صوت من لاصوت لهم؟.. سأسألك عنها يوم القيامة .. صدقني سأفعل .. ابنتك ج .ع)!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة