جميع الأبواب أغلقت في وجهي، ولم يبق لي سوى استشارة الطبيب النفسي لحل مشكلتي.. فأنا طالبة متغربة عن أهلي للدراسة، والحمد لله أصبحت في السنة الثانية، لكني وقعت في الحب في هذه الغربة ووصلت لحد التعلق بالشخص، وأصبح جميع الأهل من الطرفين على علم بهذا الحب الذي لن ينتهي بالزواج؛ إذ لا يسمح لي بدخول بلد ذلك الرجل، وقد تسببت هذه المشكلة في التعلق ببعضنا أكثر! وأريد حلا يخلصني من هذا الحب، لأننا تعبنا كثيرا ولا نريد أن نصل إلى حد الجنون، وقد أصبح حبي داء. سأبدأ من جملتك الأخيرة! اسألي نفسك آنستي: لقد أصبح ما أسميته «حبا» هو «داء»، وأعتقد أن هذه هفوة؛ أي كلمة غير مقصودة، فكأنك كنت تريدين القول أن حبه هو «دواء» لكل الأمراض، ولكن الحقيقة هي ما كتبتها بالفعل فقد أصبح «داء» أي مرض! لدرجة جعلتك تعيشين مشكلة وتبحثين عن حلها، وإلا لما أرسلت إلينا بهذه الرسالة، ولا تزعجك هذه العلاقة أنت فقط بل كلاكما فأنت تقولين «تعبنا كثيرا». تقولين: إن الأهل من كلا الطرفين يعلمون بهذا الحب، ولم توضحي لي ما مدى علمهم؟ وما رد فعلهم؟ لقد تعجبت من معرفة الأهل دون أن تذكري أي تدخل من جانبهم! فأتوقع إما أن أحد أفراد أسرتك يعلم ولا يتخيل كم المشاعر الموجودة لديك، وربما يتخيل أنك تدركين أن الأمر لن يصل إلى الزواج، وهم لا يجدون أن الأمر يستحق النقاش أصلا، أو يعرفون أنك قوية وقادرة على التصرف، والله أعلم. تحدثي مع أهلك في الموضوع، واعرفي وجهة نظرهم، فقد يكون لديهم رأي مفيد.. من جانب آخر كونك مغتربة فهذا قد يشير إلى حاجتك إلى من يهتم بك، ومن الطبيعي أن تميلي إليه! انظري حولك ستجدين زميلات أو قريبات يمكنهن تقديم الدعم المعنوي والاهتمام. حبيبتي: ما أنت فيه ليس حبا ولكنه كما أسميته هو «تعلق»، والتعلق شيء سلبي إذ يتضمن الاعتمادية والضعف، ولكن الحب الحقيقي هو الذي يقوى، في الفترة القادمة تحتاجين إلى أن تركزي في دراستك لتنجحي وتصبحي جامعية، ومع الخبرة ستكون قدرتك على اختيار الشخص المناسب أفضل وأكثر نضجا.. تحدثي مع ذلك الشخص، فإن كان يحبك بالفعل فليساعدك على أن تقفي على أرجلك وتنجحي وتهتمي بنفسك. فكري في مستقبلك: إلى أين ستأخذك تلك العلاقة؟ إلى مزيد من الألم؟ إلى ارتكاب معاص أكبر؟ إلى الرسوب لا قدر الله؟ إن أردت الابتعاد عنه فسيكون الأمر يسيرا إذا ما رغبت فيه، والموضوع يتطلب تركيز الانتباه على المذاكرة، والقيام بأنشطة مختلفة والتفكير بشكل واقعي في العلاقة.. وقد تحتاجين إلى استشارة الاختصاصية النفسية بالجامعة -إن وجدت- أو غيرها ممن هو موجود بالبلد الذي تقيمين فيه، وتذكري أن أبواب الله تعالى مفتوحة دائما فادعيه والجئي إليه. المجيبة: داليا محمد مؤمن مستشارة اجتماعية