بدأ البرنامج السعودي للكشف المبكر لحديثي الولادة، الذي يديره مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة وتموله وتشرف عليه وزارة الصحة اخيرا، بفحص الأطفال حديثي الولادة في أكثر من 30 مركز ولادة رئيسي في مختلف مناطق المملكة، من خلال تحليل نقاط دم مجففة تؤخذ من الأطفال خلال 24 إلى 72 ساعة بعد الولادة بهدف تشخيص احتمال الإصابة ب16 اضطرابا استقلابيا وراثيا من بينها عدد من اضطرابات الغدد الصماء. وأوضح المدير التنفيذي في مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة الدكتور سلطان السديري، أن الكشف المبكر والمستمر يمثل وسيلة أفضل لفهم حالات الإعاقة ونوع التحديات التي يواجهها الأشخاص المعاقون في المملكة، ومن خلال البحث العلمي الدقيق يعمل المركز كخط دفاع لرصد ومجابهة العديد من الأمراض الوراثية مما يسهم فعليا في إنقاذ العديد من الأطفال من خطر الإعاقة. عمليا، يتضمن الكشف المبكر أخذ عينة دم من كعب الطفل خلال 72 ساعة من الولادة، وتسليمها إلى المختبر المخصص لتحليلها ، والكشف عن حوالى 16 نوعا من أمراض التمثيل الغذائي وأمراض الغدد الصماء الخطرة والقاتلةأحيانا التي تعتبر من أكثر الأمراض الوراثية المسببة للإعاقة الجسدية والذهنية لدى الأطفال، ومعظمها قابل للعلاج بعد الاكتشاف المبكر لمسبباتها. ويشير السديري إلى أن أطباء الأطفال في المملكة يواجهون يوميا صعوبات عدة في معالجة الأطفال الذين يعانون من أمراض الإعاقة الذهنية؛ بسبب أمراض التمثيل الغذائي والغدد الصماء، ولو قدر للأطباء اكتشاف هذه الأمراض مبكرا خلال 72 ساعة من زمن الولادة على أبعد تقدير فسيكون من الممكن الوقاية منها أو معالجتها بشكل فاعل. ويعمل «مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة» بدعم من وزارة الصحة لتوسيع هذا البرنامج ليشمل الكشف على ما يقرب من 300,000 مولود خلال الفترة المقبلة، ومن المخطط أن يتزامن ذلك مع حملة إعلامية موسعة لرفع الوعي العام بأهمية البرنامج، تمهيدا لتطبيقه على أكثر من 500,000 مولود في كافة مستشفيات المملكة العامة والأهلية في المستقبل.