كشفت دراسة طبيّة عالمية أن المملكة تعد من أكثر الدول التي تعاني من الأمراض المسبّبة للإعاقات المختلفة لدى الأطفال حديثي الولادة، إذ تظهر في كل حالة واحدة من كل ألف حالة، بمعدّل أعلى من الدول الأخرى، ففي أميركا وأستراليا وألمانيا تظهر حالة واحدة من كل أربعة آلاف حالة، وتظهر في اليابان حالة واحدة من كل سبعة آلاف حالة، مؤكدة أن الاضطرابات الخلقية والوراثية قد تُسبب حالات حادة من التخلّف العقلي أو الموت المبكّر، إذا لم يتم علاجها خلال السنوات الأولى من عمر الطفل. وكانت وزارة الصحة تبنّت أخيراً «البرنامج السعودي للكشف المبكّر لحديثي الولادة»، الذي أطلقه مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة عام 2005، بإشراف المركز ومستشفى الملك فيصل التخصصي، لتتيح الوزارة تطبيق البرنامج في عدد كبير من المستشفيات الحكومية والخاصة في المملكة، إذ يقوم البرنامج بفحص الأطفال حديثي الولادة من خلال تحليل نقاط دم مجففة تؤخذ خلال 24 ساعة إلى 72 ساعة بعد الولادة، للكشف عن 16 مرضاً واضطراباً وراثياً يُحتمل الإصابة بها، من بينها أمراض التمثيل الغذائي، واضطرابات الغدد الصماء. وأوضح المدير التنفيذي لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة أن البرنامج يهدف إلى الحد من حالات الإعاقة، والكشف عن 16 نوعاً من أمراض التمثيل الغذائي وأمراض الغدد الصماء الخطرة والقاتلة أحياناً، والمسببة للإعاقة الجسدية والذهنية لدى الأطفال، مؤكداً أنها أمراض قابلة للعلاج بعد الاكتشاف المبكّر لها ولمسبباتها، لافتاً إلى أن هذا الجانب يوضّح أهمية البرنامج وضرورته. وأضاف: «العمل على البرنامج كان منذ سنوات، والآن تبنّته وزارة الصحة، ويديره المركز، على أن يتم تقديمه في عدد من المستشفيات الحكومية والخاصة، والكشف المبكّر والمستمر يمثّل وسيلة أفضل للحد من حالات الإعاقة، ومن خلال البحث العلمي الدقيق يعمل المركز لرصد ومجابهة عدد من الأمراض الوراثية، ما يسهم في إنقاذ كثير من الأطفال من خطر الإعاقة، ونعمل الآن على توسيع البرنامج ليشمل الكشف على ما يقارب 300 ألف مولود خلال الفترة المقبلة، وسنعمل على رفع الوعي العام حول البرنامج وأهميّته تمهيداً لتطبيقه على أكثر من 500 ألف مولود في مختلف مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة».