تنتظر 300 أسرة فقيرة في قرى جنوبمكةالمكرمة البدء في هدم أكواخهم وإزالة خيامهم، بعد أن دفع أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بخمس جهات حكومية لتسهيل مهمات عمل جمعية البر لقرى جنوبمكة في بناء قرية نموذجية مكونة من 300 وحدة سكنية لإسكان هذه الأسر. وأكد ل «عكاظ» مدير الجمعية عابد الحسني أن فكرة القرية النموذجية طرحت بعد جولة ميدانية للشيخ عبدالله المنيع المستشار في الديوان الملكي، رئيس مجلس إدارة الجمعية، وعدد من أعضاء الجمعية، لتكون على مساحة أربعة كيلو مترات. وقال الحسني: «إن هذه القرية تقدر كلفتها ب90 مليون ريال، تتضمن ميدانا كبيرا بمساحة تبلغ 20 ألف متر مربع، لتضم الخدمات والمرافق الحكومية من مدارس ومساجد ومركز للشرطة والدفاع المدني ومركز صحي». وأشار مدير الجمعية أن كلفة المنزل الواحد بلغت نحو 300 ألف ريال، إذ سيتم الاتصال برجال الأعمال والمتبرعين لجمع كلفة البناء، مضيفا أن مركز طفيل هو المركز المتفق عليه لبناء القرية، لوجود نسبة كبيرة من الفقراء يعيشون في هذا المركز على الخيام والأكواخ. ولفت الحسني أن الجمعية بادرت إلى تخصيص حزمة من المساعدات لهؤلاء الفقراء، تتوزع ما بين إعانات مالية تصل ل 20 ألف ريال، بواقع ألف ريال لكل أسرة، إذ جرى تسليمها عبر شيكات للمستفيدين، إضافة إلى دعمهم ب 75 سلة غذائية مختلفة. وذهب مدير الجمعية إلى مساعدتهم في بناء ما يقارب 23 خيمة بمقاسات كبيرة، تقدر كلفتها ب 51500 ألف ريال، بناء مسجد، تأمين خزانين للمياه بحمولة عشرة طن. في حين فسرت جولة «عكاظ» على منازل هذه الأسرة، أهمية موقف أمير مكة وتوجيهه السريع في مساعدة الأسر الفقيرة عبر بناء القرية النموذجية لإزالة الأكواخ والصفيح من أسقف منازلهم التي عاشوا بداخلها لسنوات طويلة. المشهد العام لأحوال ومعاناة هذه الأسر تبدأ بمجابهة ارتفاع درجات الحرارة، مرورا باختراق الأتربة وذرات الغبار لمنازلهم، وانتهاء بالعيش دون كهرباء والاعتماد على مصادر الضوء التقليدية. ولا تبدو المنطقة الواقعة ما بين قرى طفيل ومفرق الشعيبة توحي بوجود حياة للإنسان، بعد أن يهبط بك المسار لقرى المزنان، القرشان، والجهنان، لتصطدم بمشاهد الخيام البالية، والأكواخ التي لا تدفع عن أجسادهم حرارة الصيف أو برودة الشتاء، ويسكن وسطها عشرات الأسر الفقيرة دون مصدر للمياه أو الكهرباء، على رغم أن محطة الشعيبة تبتعد عنها نحو ثلاثة كيلو مترات. ويرى بخيت المزيني أن سكان هذه القرى لا يعرفون رفاهية المدينة ومستجدات العصر، إذ أن هاجسهم يتركز على مطاردة سحب الأمطار في محيط سكنهم أملا في إغاثة مواشيهم من النفوق. ويشير المزيني أن أهالي القرية يتناوبون لنقل الطلاب للمدارس التي تبعد نحو 12 كيلو متر، إذ تزداد معاناتهم عند هطول الأمطار وجريان السيول، ما يشكل خطرا على حياتهم وإتلاف مساكنهم. وتستوقف الزائر لهذه القرى الكثير من القصص الإنسانية، خصوصا المتعلقة بالمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، إذ يعيش عدد من المعاقين بلا إعانات أو رعاية طبية اختصاصية لأحوالهم. وأوضح معيض عمر الحربي وجود حالتين لمعاقين لم يستفيدا من معونات التأهيل الشامل، خلافا لمرضى السكر ممن بحاجة إلى متابعة طبية دقيقة ورعاية اجتماعية خاصة.