نظم مقهى هافنا الثقافي في العاصمة المقدسة أمسية شعرية لافتة للشاعر العراقي عدنان الصايغ، مساء الثلاثاء الماضي، وقدم الأمسية الشاعر مسفر الغامدي بشاعرية متناهية في الجمال، بدأ الشاعر الصايغ بالتعبير عن شكره وامتنانه لمقهى هافانا والقائمن عليه، وقدم لهم سلام وتحيات الأدباء في العراق وفي المنافي وفي أوروبا، وذكر الشاعر أنه يزور المملكة للمرة الأولى ولكنه يزو مقهى هافانا للمرة الرابعة، حيث أحيا أمسية شعرية في مقهى هافانا في العراق، وأخرى في هافانا في سوريا، وثالثة في هافانا عاصمة كوبا عام 2009م ضمن مهرجان الشعر العالمي هناك، والأخيرة تحققت في مقهى هافانا في العاصمة المقدسة الذي قال عنها إنها دعوة مربكة وكريمة في آن واحد. أشرع الصايغ نافذة الشعر بقراءة نصوص قصيرة تحمل اسم (تكوينات) اعتمدت على فن التكثيف، واختزال اللحظة الشعرية بايقاع بسيط ولغة عالية ومعانٍ عميقة وتتكئ على فلسفة الشاعر الخاصة. ثم قرأ عدة نصوص أخرى منها : (غربة) ، (امرأة) ، (قبلة) ، (دبابيس) ، وقد تنوعت قصائده بين النثر والتفعيلة والعمودي، وكأن الشاعر يؤثث منفاه على نصوص تقطر غربة ولوعة وحرمانا، لقد كان العراق بكامل تاريخه ووجعه حاضرا في تلك الأمسية الاستثنائية. مدير الأمسية فتح المجال للمداخلات حيث قارن الدكتور محمد الأسمري بين الحالة الإبداعية لدى الشاعر وبرنارد شو من ناحية الإختصار في الشعر واحترافية الكاميرا اللغوية التي يملكها الاثنان، والتي لا يجيدها إلا الكبار، وسأل: هل العراق يصنع الشعراء أم أن الشعراء هم من صنعوا العراق ؟ القاص محمد النجيمي شكر المقهى وقال أنه لامجال للأسئلة؛ لأن الشعر كفيل بالإجابة الوافية والشافية عن كل التساؤلات المفتوحة، وشدد على أن الأسئلة الكبرى كانت حاضرة وبقوة في قصائد الشاعر.الشاعر عبدالرحمن الشهري الذي حضر من جدة خصيصا لهذه الأمسية علق بقوله: أن نصوص التفعيلة التي ألقاها الشاعر تستبطن تسارعا في الإيقاع متسائلا: هل هذه الحالة تعبر عن جوع إلى الحياة أم هروب منها؟ الإعلامي الجميل سلامة الزيد ذكر: أن المقاهي كرست الصورة النمطية لشرب الشاي والقهوة وتعاطي الأرجيلة والكلام الفارغ، ولكن هذا المساء تعاطينا الشعر والأدب وأعدنا صورة ثقافة المقاهي المفقودة في معظم بلداننا العربية، وطرح سؤالا مفصليا بقوله: هل وجود الديكتاتور يخلق المبدعين؟. ثم أجاب الشاعر وعلق على كل المداخلات مستشهدا بقوله: (وضعوا الشاعر في الجنة وصاح : أريد وطني).