ثلاث «هافانات» سابقات مر بها الشاعر العراقي عدنان الصايغ قبل أن يحط الرحل في مقهى «هافانا» الثقافي بمكة المكرمة الأسبوع الماضي في أول زيارة للمملكة العربية السعودية.. الثلاث السابقات ابتدأن من العراق، ثم سوريا، ثم العاصمة الكوبية.. غير أنه في ال«هافانا» الأخيرة جاء حاملاً أوجاع الغربة والمنفى في طيات شعره، مكثفًا رؤيته في نصوص قصيرة سيّجها تحت لافتة «تكوينات»، مقدمًا «غربة»، و«امرأة»، و«دبابيس»، و«قافية»، و«بكائية امرئ القيس»، و«في الحانة»، لتبلغ ذروة الحنين إلى وطنه في النص الذي ختم به الأمسية بعنوان «العراق»، طائفًا في تاريخه، مقلبًا أوجاع حاضره.. تاركًا للحاضرين مساحة النقاش حول مشروعه في الأمسية، معلقين له الأسئلة القلقة: هل العراق يصنع الشعراء أم أن الشعراء هم مَن صنعوا العراق؟.. إلى أي مرد يرجع تسارع إيقاعه الشعري.. أهو تعبير عن جوع إلى الحياة أم هروب منها؟.. إلى أي مدى يؤثر وجود ديكتاتور في بروز المبدعين؟.. الصايغ ترك الأسئلة أكثر حيرة، وهو يعلّق عليها إجمالاً بقوله: «وضعوا الشاعر في الجنة.. فصاح أريد وطني».. مسرجًا خطو الترحال إلى المنطقة الشرقية، ومنها إلى المدينةالمنورة.