بعيداً عن أعين الرقابة، اتخذت مجموعة من النسوة محطات الوقود في الطرق السريعة الرابطة بين الأحساء ومناطق المملكة مكاناً لممارسة التسول. وتسيطر جنسية عربية محددة على مواقع التسول متخذة شكل الاستجداء العائلي، إذ تتولى المرأة سؤال المارة بينما يقبع الرجل خلف مقود السيارة وبجانبهما الأبناء. وتقدم العائلة نفسها على أنها وقعت في مأزق مالي أثناء قدومها من بلدها بغرض العمرة وهو الأمر الذي يتكرر في معظم الحالات. وفي حالات أخرى تترجل المرأة من السيارة وتقف بجانب مكائن تعبئة الوقود تستجدي قائدي المركبات بينما يراقب الرجل الموقف من بعيد. ولا يعرف على وجه التحديد ما إذا كانت عوائل التسول تلك دخلت البلاد بصورة نظامية أم لا ولكن يبدو من هوية لوحات السيارات أنها دخلت عبر الحدود البرية. وشكا ملاك المحطات البترولية في محافظة الأحساء من انتشار المتسولات والمتسولين في الطرقات بصورة غير حضارية، وأبدى المواطنون استياءهم من ذلك، ويقول صادق العبد الله «التسول أمام محطات الوقود بات أمراً مألوفاً في الإجازة الصيفية». ويرى حسن عبد الهادي أن المتسولات والمتسولين يحترفون تأدية كل الأدوار لجلب عطف المسافرين، فالبعض يوهمك بإعاقة بدنية والآخر يقدم نفسه على أنه متسول ظرفي دفعته ظروف طارئة لذلك». وزارة الشؤون الاجتماعية: لسنا مخوّلين بالملاحقة أكد ل«عكاظ» مدير المتابعة الاجتماعية في محافظة الأحساء حمد الصويغ، أن إدراته لا تتحمل انتشار ظاهرة التسول، وعلى الأخص تزايد النساء في الطرق السريعة وغيرها من الأماكن الحيوية في مدن المحافظة. وأضاف الصويغ أن إدارته ليست من صلاحياتها ملاحقة المتسولات والمتسولين والقبض عليهم، إنما الجهات الأمنية بما فيها الشرطة وإدارة الترحيل والبحث السري. وأشار مدير المتابعة الاجتماعية إلى أن مهمتهم تبدأ بعد القبض على الحالات في دراسة حالتهم ومن ثم اتخاذ الإجراءات المناسبة في حقهم عن طريق التوجيه والرعاية والإرشاد. وأبان الصويغ أنه يتلقى العديد من الاتصالات اليومية عن ظاهرة انتشار المتسولات المتزايدة رغم شدة الحرارة التي تشهدها المحافظة.