أثارت مجموعة من المتسولات الذعر في قرى الأحساء بعد إمساك إحداهن يد طفلة في محاولة لشدها، بيد أن صراخها حال دون ذلك بحسب شهود عيان، حدثت الواقعة وسط نشاط ملحوظ للمتسولات عن طريق مرورهن بالمنازل وطرقهن الأبواب، وفي توقيت غريب ومدروس، نظراً لكون عملهن يبدأ ظهراً، بعد أن تخلَّين عن الشوارع العامة والوقوف عند إشارات المرور، ما أثار مخاوف وقلق سكان الأحساء. يقول عبد الله العلي (أحد سكان قرى الأحساءالشرقية)، «نحن أمام عصابات منظمة جداً، تقوم بدراسة ميدانية للأماكن التي تنوي أن تقصدها، مستغلات طيبة وسذاجة الناس، «وأنا أعلم ومتيقن أن هؤلاء المتسولات لسن من سكان الأحساء، لأن فقراءنا متعففون عن السؤال، والطريقة التي تستجدين بها غير مألوفة لمجتمعاتنا ما يجعلنا في حيرة وقلق كبير». ويوضح أن «الخوف من أن يتعدى الأمر كونه استجداءً للأموال، وأن يكون وقوفهن أمام أو داخل المنازل ما هو إلا دراسة للمنزل، ومعاينة عن قرب حتى يمكن سرقته فيما بعد وهذا أمر وارد»، مضيفاً «أننا لو لاحظنا لباسهن نجده أمراً مثيراً للكثير من التساؤلات، فنساء المنطقة لا ترتدين العباءة بنفس طريقتهن، ثم إن لبس القفازات السوداء والجوارب يدعو إلى الشك في أن المتسولات ما هن إلا رجال، والمؤلم أكثر أنهن تقابلن أخواتنا وأمهاتنا في خداع مريب». وتساءل عبد العظيم العتيق «أين دور الجهات المعنية بمكافحتهم، وعلى رأسهم إدارة مكافحة التسول، فنحن نراهن يمارسن التسول بحرية كبيرة، فهن في وجوهنا عند إشارات المرور والآن وصلن إلى منازلنا، والسؤال وماذا بعد ذلك؟». وقال «للمواطنين دور أكبر في مكافحة هذه الظاهرة، ولو أنهم قاموا بالإبلاغ عنهن لما انتشرن بهذا الحجم، ولو لم نعطيهن ما واصلن التسول»، مؤكداً «قرأنا كثيراً في الإعلام عن القبض على عصابات تسول نسائية اكتشف بعد القبض عليهن أنهن رجال من العمالة الوافدة، ونحن متأكدون أنه لا وجود لمتسولات في منطقتنا بسبب وجود جمعيات أهلية تغطي حاجات هؤلاء بسرية تامة، إلى جانب أن فقراءنا لديهم عزة نفس، ولا يسألون علناً، بمعنى أن هؤلاء المتسولات يجب أن تمنعن بشتى الطرق خوفاً من الذي سيترتب على وجودهن وتنقلهن بيننا». تقول هاجر عبد الحميد «الغريب في المسألة أن المتسولات يطلبن المال فقط، وحين يشفق أحد عليهن ويعطيهن بعض المواد الغذائية يرفضن أخذه، أو بعد أخذه يرمينه في القمامة، وهذا يؤكد أن المسألة تجارية تستهدف الجيوب والنقود فقط، وهذا ما يلغي حجة الفقر والحاجة». وتوضح «أن هناك من شاهد المتسولات ينزلن من سيارة كبيرة، وبعدها ينتشرن كل واحدة منهن تسلك طريقاً مختلفاً عن الأخرى، حتى ترجع السيارة وتقلهن مرة أخرى، فهن عصابات منظمة جداً، وتبتكرن طرقاً مختلفة مع مرور الأيام، والفترة الأخيرة أصبحنا نراهن في فترة الظهيرة وبالتحديد يوم الجمعة، مستغلين أهمية هذا اليوم الدينية، ولأننا لا يمكن أن نرد سائلاً حتى وإن بان كذب سؤاله».