جاءت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على انتقال «معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، والذي يستضيفه متحف اللوفر في فرنسا حاليا، إلى عدد من العواصم الأوروبية، والمدن الكبرى في الولاياتالمتحدةالأمريكية، تكريسا لتوجه القيادة السعودية في التواصل الإنساني مع الحضارات والثقافات الأخرى، وإسهاما في تعريف العالم بالبعد الحضاري والثقافي والفني للمملكة، واستخداما للقوة الناعمة للأمم والشعوب في الترويج لتاريخها الزاهر وحاضرها المشرق، وفي مقدمة أدوات هذه القوة الناعمة: الثقافة والفنون .. وهو ما أصبح تقليدا عالميا، نظرا لما تحققه هذه المعارض من أهداف لا تستطيع تحقيقها الوسائل السياسية. ومن المقرر أن يطوف المعرض كبريات المتاحف العالمية، وفي مقدمتها: المتحف البريطاني في لندن، متحف المتروبوليتان في نيويورك، ومتحف الهرميتاج في موسكو، بما يضمه من القطع الأثرية الأصلية ذات القيمة الاستثنائية، تعرض للمرة الأولى خارج أراضي المملكة، وتشمل مختلف مناشط حياة الإنسان، مثل: الأدوات الحجرية، النسيج، الفخار ،المسارج، المجامر، المصنوعات المعدنية، أدوات الزينة، الأحجار الكريمة، المشغولات الذهبية، النصوص المكتوبة، والأسلحة .. إلخ. وتعبيرا عن التواصل الحضاري والثقافي بين الجزيرة العربية وأوروبا، كان من حسن التوفيق أن يصاحب هذه الفعاليات التي بدأت بفرنسا معرض لصور الرحالة الأوروبيين الذين زاروا الجزيرة العربية، سيقام بالتنسيق بين دارة الملك عبدالعزيز، والهيئة العامة للسياحة والآثار، ولا شك أن قيام أكاديميين ومختصين من السعودية والدول المستضيفة للمعرض بإلقاء محاضرات علمية تعريفية عن آثار المملكة كما هو مقرر، فضلا عن عرض العديد من الصور والأفلام، وتوزيع المطبوعات والكتيبات، بالإضافة إلى عروض الفنون الشعبية السعودية. كل ذلك، سيسهم بقدر كبير في تعديل الصورة النمطية السلبية الراسخة في أذهان شريحة كبيرة من المواطنين في أوروبا وأمريكا عن الجزيرة العربية بتاريخها وشعوبها، بفعل الآلة الإعلامية، التي تشوه صورة العرب والمسلمين في الذهنية الغربية، وتلهب المشاعر السلبية تجاهنا، خاصة في أوقات اشتداد الأزمات والتوترات السياسية، فالفنون والثقافات، هي أفضل وسيلة لتطبيع العلاقات بين الشعوب، والتقريب بين الحضارات لما فيه خير البشرية. [email protected]