أكد سفير خادم الحرمين الشريفين في فرنسا الدكتور محمد آل الشيخ أن معرض روائع الآثار السعودية الذي يستضيفه متحف اللوفر، اعتبارا من الاثنين المقبل ويستمر لمدة شهرين سيكون فرصة كبيرة للشعب الفرنسي كي يتعرف على آثار المملكة وقيمتها الحضارية والتاريخية. وقال آل الشيخ: "إن إدارة متحف اللوفر تتوقع أن يزور هذا المعرض عشرة ملايين شخص، في حين تتوقع المملكة أن يفوق عدد الزوار هذا الرقم لأسباب كثيرة، منها أنه المعرض الأول على مستوى العالم الذي ينظم عن آثار المملكة والحضارات التي مرت عليها منذ العصر الحجري، وأيضا لأن القاعة التي يعرض فيها داخل المعرض هي قاعة نابليون الواقعة تحت الهرم الزجاجي مباشرة؛ أي أنها تقع في المدخل الأساسي للمتحف الذي يعد الأكبر عالميا. وأضاف السفير آل الشيخ: أن المعرض يحتوي على قطع لم تخرج من المملكة طوال تاريخها، مؤكدا أن المعرض بهذا المعنى سيقدم صورة بانورامية شاملة عن تاريخ المملكة، وهو أيضا سيقدم على هامشه مجموعة من الصور للمناظر الطبيعية والكثير من اللوحات التي تنبض الحياة فيها في قلب الصحراء. من جانبه، أكد أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد عبدالله السماري أن المعرض سيكون إضافة قوية من حيث وقته وموقعه ومادته الثقافية والمعرفية للجهود السابقة التي بذلتها المملكة العربية السعودية للتعريف بثقافتها وتاريخها واستظهار المآثر الفكرية والأثرية والمأثورات الفكرية والأثرية إلى أكبر شريحة من المهتمين من الشعب الفرنسي والزوار الأوروبيين والسياح عموما. وألمح السماري إلى أن المعرض سيقرب العمق التاريخي للمملكة وأصالتها لدى المتلقي الأوروبي، خاصة أنه سيجمع بين التراث الشعبي ومعروضاته والآثار والمقتنيات السعودية القديمة من جهة والكتابات الفرنسية المستشرقة عن المملكة بما يكشف عن صورتها في العيون الفرنسية منذ تأسيسها قبل أكثر من 100 عام من جهة أخرى، مشيرا إلى أن الدارة ستشارك بلوحات مكتوبة لمقتطفات من توثيق أقلام مستشرقين فرنسيين عن المملكة بهدف الكشف عن العلاقة الوطيدة بين الثقافة السعودية بجوانبها التراثية والاجتماعية والمعمارية كافة وبين الفكر الفرنسي من خلال تلك المدونات المبكرة. وعن القيمة العلمية والوطنية للمعرض، أوضح الدكتور السماري أن المعرض بتنوع أنشطته يشكل مهرجانا ثقافيا سعوديا في إطار العلاقات الثقافية البعيدة والعميقة بين المملكة وفرنسا التي عززتها المناسبات العلمية والمعرفية التي أقيمت في البلدين بتعاون مشترك، وأدت إلى مزيد من التقارب بين الثقافتين، لافتا إلى أن تعاون دارة الملك عبدالعزيز ووزارة الثقافة والإعلام مع الهيئة العامة للسياحة والآثار خلال هذا المعرض سيدعم قيمة ومكانة المعرض في المشهد الثقافي عالميا وسيترجم بصورة مميزة ما قفزت إليه الثقافة في عهد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله من مراحل متقدمة. وأشاد السماري بهذه الخطوة المميزة التي تقام للمرة الأولى، عادا إياها خطوة رائدة من الهيئة العامة للسياحة والآثار ورئيسها الذي استطاع إيصال الرسالة الوطنية السياحية بسماتها التاريخية واستثمار القيم المكانية الأثرية والحضارية للمملكة، متوقعا أن يحقق هذا المعرض الكثير من خلال إقامته في متحف اللوفر الذي يعد مؤسسة علمية يُعتد بأنشطتها وتحظى بالمتابعة من العالم أجمع، وكذلك بإثارة الكثير من الأسئلة لدى الملايين الذين يزورون متحف اللوفر خلال الصيف، مما سيحفزهم على البحث عن المزيد من المعلومات التاريخية عن المملكة.