ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    انقاذ طفله من انسداد كلي للشرايين الرؤية مع جلطة لطفلة في الأحساء    فيصل بن بندر يرعى حفل الزواج الجماعي الثامن بجمعية إنسان.. الأحد المقبل    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    "الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    القبض على ثلاثة مقيمين لترويجهم مادتي الامفيتامين والميثامفيتامين المخدرتين بتبوك    نائب وزير الخارجية يفتتح القسم القنصلي بسفارة المملكة في السودان    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    "مجدٍ مباري" احتفاءً بمرور 200 عام على تأسيس الدولة السعودية الثانية    إقبال جماهيري كبير في اليوم الثالث من ملتقى القراءة الدولي    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    «الأرصاد»: طقس «الشمالية» 4 تحت الصفر.. وثلوج على «اللوز»    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    مدرب البحرين: رينارد مختلف عن مانشيني    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي    رينارد: مواجهة البحرين صعبة.. وهدفنا الكأس الخليجية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    200 فرصة في استثمر بالمدينة    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الكويت وعُمان في افتتاح خليجي 26    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    الحربان العالميتان.. !    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    رواية الحرب الخفيّة ضد السعوديين والسعودية    لمحات من حروب الإسلام    12 مليون زائر يشهدون أحداثاً استثنائية في «موسم الرياض»    رأس وفد المملكة في "ورشة العمل رفيعة المستوى".. وزير التجارة: تبنّى العالم المتزايد للرقمنة أحدث تحولاً في موثوقية التجارة    وزير الطاقة وثقافة الاعتذار للمستهلك    هل يجوز البيع بسعرين ؟!    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    أمير القصيم يرعى انطلاق ملتقى المكتبات    محمد بن ناصر يفتتح شاطئ ملكية جازان    ضيوف خادم الحرمين يشيدون بعناية المملكة بكتاب الله طباعة ونشرًا وتعليمًا    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



400 ألف متبرع بالدم.. لا يكفي
نشر في عكاظ يوم 25 - 06 - 2010

رغم اتفاق الجميع على أن التبرع بالدم عمل طوعي إنساني يسهم في إنقاذ حياة مريض أو مصاب ينطوي عليه كثير من الأجر والثواب، فضلا عن فوائده الصحية على المتبرع، إلا أن الكثيرين ما زالوا يحجمون عن التبرع بدمائهم، الأمر الذي تضطر معه المؤسسات العلاجية والمستشفيات إلى الاستعانة بمخزونها في بنوك الدم، أو الطلب إلى أهل المرض ومعارفه للتبرع له.
إذن هذه القضية تبحث في أسباب العزوف أو الإحجام، وعن أنجع السبل والوسائل لنشر ثقافة التبرع والتوعية ورصد الحوافز التشجيعية والتقديرية، ما يحمل الناس على التبرع بدمائهم طواعية، إضافة إلى تسليط الضوء على الإجراءات التي من شأنها أن تضمن نقل الدم للمحتاجين بطريقة آمنة، ما يغني تماما عن استيراد دماء من الخارج قد تكون ملوثة أحيانا، مع تفعيل دور الأئمة والخطباء في هذا الشأن. من الحقائق التي ينبغي التوقف عندها بداية أن هناك 250 بنكا للدم موزعة في المناطق، فيما تعتبر المملكة التي ترأس حاليا الهيئة العربية لخدمات نقل الدم، ومن ناحية أخرى تشترط وزارة الصحة تطبيق بعض المواصفات الصحية عند نقل الدم للمحتاجين، منها أن يتم التبرع داخل المرافق الصحية، وخضوع المتبرع الذي يتم الاستعانة به من أهل المريض للإجراءات والفحوصات التي تضمن إتمام عملية التبرع بشكل سليم، فيما تدعم الدولة وتحفز على التبرع بالدم للمحتاجين من المرضى، الذين أثبتت التقارير الصحية الحديثة حاجة نحو عشرة في المائة لعمليات نقل دم عند دخولهم المستشفيات، في حين يصل عدد المتبرعين بالدم إلى نحو (400) ألف شخص سنويا. ويشير الأطباء إلى أن بإمكان الشخص أن يتبرع بدمه مرة كل شهرين إلى ثلاثة، على ألا تزيد مرات التبرع بالدم على خمس مرات خلال العام الواحد.
إزالة الرهبة
من جانبه ينبه مدير عام المختبرات وبنوك الدم في وزارة الصحة الدكتور إبراهيم العمر، إلى أن التبرع بالدم له ميزات وفوائد صحية تنعكس على المتبرع، مؤكدا أن ترسيخ مفهوم التبرع بالدم، لدى أفراد المجتمع ليس بالأمر السهل، بل يتطلب تضافر الجهود من جهات مختلفة إعلامية واجتماعية وصحية، حيث إن العلاقة فيما بينهما مشتركة، مضيفا أنه يجب أن تبدأ من وسائل الإعلام المرئية والمقروءة التي عليها دور كبير في توسيع برامج التوعية، حتى تصل إلى المدارس وعلى منابر خطب الجمعة.
وأشار العمر إلى أن هناك حملات موسمية تطلقها وزارة الصحة ما قبل الإجازات ورمضان والحج، وكل هذه المواسم مرتبطة بأمور راعتها الوزارة، مبينا أن خدمات نقل الدم في المملكة، خطت خطوات واثقة نحو توفير الدم الآمن لجميع من يحتاجه من المرضى والمصابين ، من خلال وضع استراتيجيات وطرق العمل في بنوك الدم، بالإضافة إلى تطبيق برامج إدارة مراقبة الجودة المستدامة، للتأكيد على سلامة الدم طوال رحلته من وريد المتبرع إلى المريض، من خلال 252 بنك دم منتشرة تم خلالها جمع عدد 416 ألف وحدة العام الماضي 1430ه، كان نصيب التبرع الطوعي منها 40 في المائة، بزيادة بنسبة 3 في المائة عن 1429ه .
قال من جانبه يوسف باسلامة أخصائي ومساعد مدير المختبرات وبنك الدم في مستشفى الملك فهد في جدة إن وزارة الصحة وضعت خططا وبرامج مستقبلية للتوسع في توفير بنوك دم مركزية في جميع مناطق المملكة، مؤكدا عدم استيراد الدم من الخارج، مؤكدا توفر كميات كبيرة من جميع مشتقات الدم في ثمانية بنوك دم رئيسية تمثل جميع قطاعات الصحة تتمتع بإمكانيات جيدة وأحدث الأجهزة الطبية مامن شأنه تغطية جميع الحالات من بداية التبرع بالدم وحتى وصوله للمستفيد.
وأشار إلى أن هناك عدة خطوات تجرى على الدم بعد جمعه من المتبرعين تتمثل أولا في التحاليل والفحوصات الدقيقة على كل وحدة لمعرفة الفصيلة والتأكد من خلوها من الأمراض المعدية التي يمكن أن تنتقل عن طريق الدم مثل الأيدز والتهاب الكبد الوبائي نوعي (ب و ج) والزهري والملاريا وغيرها من الأمراض الفيروسية فيما يستخدم فقط الدم الذي يثبت خلوه من الأمراض المعدية، مؤكدا على ضرورة أن يجتاز المتبرعون المتطوعون الفحص الطبي بعد الإجابة على الأسئلة التي تتعلق بتاريخ صحتهم السابقة وأن تتوفر فيهم الشروط العامة للتبرع.
مشيرا أن أعداد المتبرعين يصل ل 15 ألف سنويا، فضلا عن (أصدقاء بنك الدم) لجميع فصائل الدم النادرة.
وأشار باسلامة إلى أن هناك معايير دولية تتكفل بها شركة متخصصة في هذا المجال لإتلاف الدم المنتهي الصلاحية بطرق تضمن عدم التلاعب فيه أو المتاجرة به، لافتا أن مدة صلاحية الدم 42 يوما، منذ أن يسحب من المتبرع وحتى تخزينه وبعد ذلك لا يصلح للاستخدام, مؤكدا أن هناك خططا وبرامج مستقبلية من شأنها زيادة مدة التخزين بطرق علمية حديثة مدروسة.
وأرجع باسلامة أسباب عدم التبرع بالنسبة لمرضى السكري والضغط وأمراض أخرى إلى عدم استقرار هرموناتهم وصفائح الدم وكريات الدم الحمراء والبيضاء، ما يؤثر سلبا عليهم ويمنعهم من التبرع على العكس من الشخص الصحيح الذي لا يعاني من أمراض أو يستخدم علاجات من شأنها التقليل من نشاط الدم.
ويضيف باسلامة أنه في الحالات الطارئة يتم تقديم المساعدة بالتبرع بالدم بنسبة 25 في المائة ويتم النداء على أقرباء المريض خلال 48 ساعة إذا كانت فصيلته نادرة، وإذا لم يوجد لديه أقرباء يتم تزويده بالتنسيق مع بنوك الدم المتواجدة، لكي نزود المريض بالنسبة التي يحتاجها وبذلك تتم عملية نقل الدم على أكمل وجه.
وأوضح أن للتبرع بالدم بشكل دوري فوائد كثيرة منها زيادة نشاط نخاع العظام في انتاج كميات جديدة من الدم وزيادة نشاط الدورة الدموية والتقليل من نسبة الحديد في الدم مما يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين.
مضيفا عن إعلان وزير الصحة في وقت سابق افتتاح مصنع للدم قريبا في الرياض، محتويا على جميع أنواع مشتقات الدم ومن ضمنها الفصائل النادرة، وفيه جميع التجهيزات الطبية ومكتمل الخدمات، لحفظ وتخزين الدم لمدة أطول من الحالية.
لا نقص في مكة
كشف الدكتور يوسف خضري مدير المختبرات وبنوك الدم في صحة منطقة مكة المكرمة أن العاصمة المقدسة مكتفية ذاتيا من وحدات الدم والتي تبلغ 4367 وحدة، منها 1376 وحدة دم، و100 وحدة صفائح دموية، و2891 بلازما طازجة (مجمدة)، في الوقت الذي لا تعاني فيه مكة المكرمة من أي نقص في كميات الدم، خصوصا وأن تلك الكميات تغطي احتياجات المرضى، حيث إن هناك موازنة بين كميات الدم المسحوبة من البنوك والتبرع بالدم، ذلك أنه عند سحب كميات من الدم من البنوك، يقابله تعويض بنفس الكمية، وذلك بطلب من أهل المريض إحضار متبرعين لتغطية ما سحب في حين أن الفصائل النادرة هي السالبة عموما، مضيفا أن الإجراءات المتبعة التي تحول دون نقل دم مصاب إلى آخر سليم، تتم بالكشف الطبي للمتبرع بالدم، ثم بفحص الدم للأمراض المعدية بطريقة اللايزا مثل التهاب الكبد الوبائي(ب، ج) والإيدز، كذلك يتم الكشف عن السيلان والملاريا.
وأضاف الدكتور خضري.. «كما ترسل جميع عينات المتبرعين بالدم في العاصمة المقدسة إلى مستشفى النور التخصصي في مدينة الملك عبدالله الطبية، للكشف عن الحمض النووي الفيروسي للإيدز والالتهاب الكبدي الوبائي، مؤكدا أن هذا الفحص يعتبر من أدق التحاليل التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية للكشف عن الأمراض المعدية في مراحلها الأولى، وبالتالي يتم فحص العينة مرتين للتأكد من خلو الدم من الأمراض، في الوقت الذي لا تصرف فيه أية وحدة دم، إلا بعد خضوع العينة للفحص.
وزاد الدكتور خضري أن تجاوب المجتمع للتبرع بالدم في تزايد مستمر، خصوصا أن هناك مسؤولين في الدولة يحرصون على الاستمرار والانتظام في التبرع بالدم، حيث أكثر الفئات التي تأتي للتبرع بالدم الرجال، وخصوصا من فئة الشباب في حين أن العسكريين هم أكثر فئة في المجتمع تتبرع بدمها، مبينا أن لبنوك الدم في صحة منطقة مكة المكرمة، اشتراطات للتبرع بالدم يجب أن تتوافر فيمن يرغب بذلك وأولها أن يكون في صحة جيدة وقد أكل وشرب ونام بما يكفي قبل التبرع، كذلك أن لا يقل عمر المتبرع عن 18 عاما ولا يزيد عن 60 عاما، وأن يكون الحد الأدنى للوزن 50 كيلو جراما، فيما النبض بين 60 و100 ضربة قلبية في الدقيقة، ونبض منتظم فيما ضغط الدم الانقباضي بين 100 و180 ملم زئبقي دون علاج، أما ضغط الدم الانبساطي، فيكون بين 60 و100 ملم زئبقي دون علاج، ويكون الهيموجلوبين على الأقل 13,5 بالنسبة للرجال و12,5 بالنسبة للنساء، مع الأخذ في الاعتبار درجة عدم ارتفاع درجة حرارة جسم المتبرع أكثر من 37 درجة مئوية، مع أهمية استبعاد من تبرع قبل شهرين، لافتا أن هناك من يمنع من التبرع بدمه بصفة مؤقتة وهم الحوامل ومرضى الحمى الحادة والمرضى حديثي الجراحة والسيدات أثناء الدورة الشهرية، كما لا يسمح لمرضى السرطان والقلب والسكر وضغط الدم المرتفع والمصابين بالأمراض المعدية والمنتقلة جنسيا وجميع الأمراض المزمنة بالتبرع، مشيرا إلى أن هناك عدة حوافز تشجيعية فضلا عن مقترح لحافز آخر، وهو إعطاء المتبرع بدمه إجازة في يومه ذلك فقط، ما يعطي دافعا أقوى ومحفزا جيدا للتبرع بالدم. وبين الدكتور خضري في سياق ذلك أن مكة مكتفية ذاتيا من وحدات الدم ومشتقاتها وأن أعداد المتبرعين في بنك الدم المركزي في مكة المكرمة لعام 1430ه قد تجاوز 13 ألف متبرع خلال عام، فيما بلغ عدد المتبرعين في بنوك الدم في مستشفيات العاصمة المقدسة خلال الخمس سنوات الماضية أكثر من 122 ألف متبرع، فيما بلغ عدد الحاصلين على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة منذ عام 1428ه إلى 1430ه 183 متبرعا لتبرعهم 10 مرات، أما المتقدمون على نفس الوسام من الدرجة الثانية لتبرعهم أكثر من 50 مرة خلال 10 سنوات، فقد بلغ عشرة متقدمين، أما عدد حملات التبرع بالدم سنويا في المملكة فيصل إلى 20 حملة.
الخوف من المضاعفات
على صعيد اجتماعي ونفسي بين أستاذ علم الاجتماع في جامعة أم القرى الدكتور محمد الزهراني، أن من أبرز أسباب العزوف عن التبرع بالدم هو الخوف من مضاعفات ما بعد التبرع، خصوصا من تجاوز سن ال 40، في حين أن قلة الوعي تأتي في المرتبة الثانية، مشيرا أن لدى وزارة الصحة إستراتيجية مهمة للتوعية والتثقيف عبر وسائل الإعلام، خصوصا وأن شاشات التلفاز هي بطاقة عبور ورسالة الوزارة الأضمن والأسهل والأسرع إلى المشاهد، مع أهمية الوسائل الأخرى، لكي يعي بأن تبرعه مساهمة حقيقية في إنقاذ مريض محتاج، مع إستغلال منابر «الجمعة» لحث الناس على التبرع من الناحية الدينية أو الصحية.
تكافل اجتماعي
من جانبه، بين الدكتور محمود كسناوي أستاذ علم الاجتماع التربوي في جامعة أم القرى أن هناك علاقة كبيرة من الناحية الاجتماعية بين التبرع بالدم والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، فالتكافل لا يقتصر على النواحي المادية بل يتعدى ذلك ليشمل جوانب أخرى ترتبط بالجوانب الصحية ولابد أن تكون هناك علاقة متصلة.
وأوضح كسناوي، من الناحية النفسية يكون شعور المتبرع داخلي ونابع من القلب، لهذا ترتبط النواحي النفسية والاجتماعية بالتبرع بالدم بضرورة توعية أفراد المجتمع من خلال المؤسسات التربوية والجامعات والإعلام ومراكز الأحياء والجمعيات الخيرية ولابد أن تتضافر كل الجهود في الحث على التبرع بالدم.
من جهته، يوضح الدكتور فهد الجهني أستاذ الدراسات العليا الشرعية في جامعة الطائف، أن الإسلام يحث على التبرع بالدم من حيث المبدأ والمتبرع له أجور كثيرة وعظيمة والآيات والأحاديث الواردة في هذا الباب كثيرة جاءت بأن التبرع من أفضل الأعمال والقربات إلى الله عز وجل، بل أن الشريعة في منهجها ترتيب الأولويات في الأعمال من حيث الأهمية تجعل العمل المتعدي نفعه أكثر أهمية من العمل الذي يقتصر أثره على الشخص نفسه لذلك قال الله تعالى: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس)، ومن هذا الباب يأتي موضوع التبرع بالدم فهو بلا شك يقدم خدمة كبيرة للمسلم المحتاج.
التبرع في المدارس
اعتبر مدير عام التربية والتعليم في عسير الدكتور عبدالرحمن الفصيل، الحملات التي تنظمها إدارته مع الشؤون الصحية في بعض المناسبات؛ لحث الطلبة على التبرع بالدم خطوة لا بأس بها، إلا أنه قال: إن ثقافة التبرع بالدم لا تقتصر على حملات تمر في كل عام، بل نحتاج لغرس ثقافة مرتبطة بممارساتنا اليومية عن هذا العمل النبيل من خلال التوجيه وتنوير الطلبة بفضل هذه العمل الخير وحثهم عليه.
العمل الطوعي
من ناحيته، ذكر وكيل الكلية التقنية لخدمات المتدربين في أبها المهندس يحيى هادي القحطاني، أن الكلية تنظم بشكل دوري حملات للتبرع بالدم يشارك فيها عدد من طلاب الكلية ومنسوبيها، وقد أقيم أخيرا حملة تشجيعية شارك فيها عدد كبير من منسوبي وطلاب الكلية تحت شعار (دم جديد للعالم) وذلك لمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالدم.
تكريم الطلاب المتبرعين
أكد عبد الله عسيري -مشرف تربوي في تعليم عسير- على أهمية نشر ثقافة التبرع بالدم في المدارس، خصوصا في المراحل الثانوية، وتنظيم حملات متكررة للتبرع بالدم، والتأكيد على أصحاب الفصائل النادرة بأهمية ما تحمله عروقهم من دم وتكريم الطلاب الذين يتبرعون بدمائهم.
غياب المرأة
وأشارت استشارية أمراض الدم في المستشفى الجامعي في الخبر الدكتورة عواطف النافع، أن المرأة غائبة عن التبرع بالدم، مؤكدة أن نسبة الرجال هي الأعلى، وقالت: نحن مطالبون ببذل أقصى جهد للمحافظة على المبادرين المتبرعين بالدم بعد المرة الأولى، وذلك عن طريق المعاملة الحسنة، وتوفير المكان والجو والبيئة المريحة أثناء عملية التبرع، حتى يتم كسب هؤلاء كمتبرعين مستديمين وتشجيعهم على تكرار عملية التبرع وتشجيع غيرهم كي يحذوا حذوهم، مضيفة أن تقدير المتبرعين لما يقدمونه من هبة الحياة بلا مقابل إلا طلب رضا الله عز وجل، هو تكريمهم في احتفال سنوي في يوم المتبرع الوطني والعالمي، الذي أثبت مفعوله على مستوى العالم في تشجعيهم على الاستمرارية، وجذب متبرعين جدد.
وكشفت استشارية علم الأمراض والخلايا ومديرة بنك الدم في مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي في محافظة الطائف الدكتورة دلال النمنقاني أن الدم المشع هو الطريقة المثلى للاستفادة من دم المتبرع وفصل مكونات الدم بالطرق الحديثة، التي تعتبر من أنجح الطرق وأفضلها على الإطلاق على المستوى العالمي في الوقت الحاضر والتي تتم عن طريق فصل مكونات دم المتبرع مباشرة أثناء عملية التبرع بتمرير الدم مباشرة عبر جهاز لفصل مكونات الدم بطريقة تعطي أكثر خمس مرات لكل مكون من مكونات الدم، التي تحتوي على كرات الدم الحمراء والصفائح الدموية والبلازما، حيث ينتج عن هذا الفصل كميات أكثر من الطرقة الاعتيادية، مؤكدة أن هناك متابعة للكميات المتوفرة بصورة يومية لتلافي أي نقص بصورة عاجلة، إما عن طريق المتبرعين المتطوعين أو من سجل البيانات الموجود الذي يحوي أرقام المتبرعين الدائمين وأصحاب الفصائل النادرة.
ضعف المتطوعين
أخصائي ومشرف قسم الدم ومنسق الجودة في ذات المستشفى موسى عبداللطيف أشار إلى ضعف التجاوب من قبل المتبرعين المتطوعين وقلتهم، وأن أكثر المتبرعين هم من فئة المتبرعين التعويضي حيث يتم تبرعهم من أجل قريب لهم.
من ناحيته، أشار نايف الثبيتي -أخصائي في بنك الدم في الطائف- إلى أن هناك أمراضا تحول من الاستفادة من دم المتبرع كالأمراض الوراثية وأمراض الدم وفقر الدم لدى المريض وغيرها من الأمراض الخطيرة المعروفة مثل مرض نقص المناعة الإيدز وغيرها.
الرأي النفسي
عن تخوف البعض من التبرع بالدم والذي قد يصل حد الفوبيا أحيانا، أوضح الدكتور محمد الحامد استشاري طب نفسي أن هناك جانبين لهذا الموضوع: نفسي وتوعوي، ففي الجانب النفسي نجد أن بعض الأشخاص يمثلون 2-3 في المئة، يصابون بالدوخة أو الدوار أو الرهبة في حال رؤية أحدهم لدم أو جرح أو حتى الإبر، ولكن هذا ليس بسبب كاف لعدم التبرع بالدم، فبالإمكان معالجته دوائيا وسلوكيا. أما الجانب التوعوي، هو أن التبرع بالدم توازي فكرة الحجامة التي أوصانا بها سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
دور خطباء المساجد
قال المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبد المحسن العبيكان: إن على وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن تعمم على خطباء المساجد بين وقت وآخر، أن يتطرقوا لأهمية التبرع بالدم، ونشر التوعية بإيجابياته الصحية على الفرد، وتشجيع الناس على ذلك حتى ننمي في الناس محبة هذا العمل الإنساني، ويضيف العبيكان لابد أن يكون التحفيز بالنصائح والإرشادات، وبالحث على المبادرة في إنقاذ المحتاجين من مرضى ينتظرون الدم لتتجدد حياتهم. مبينا ألا حرج في تحفيز المتبرعين بالهدايا، ولكن بيع الدم لا يجوز إطلاقا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.