أكد المختصون في بنوك الدم، أن إلزامية ذوي المرضى الذين ينتظرون العمليات الجراحية بإحضار متبرعين بالدم هو توجه إنساني يهدف إلى توفير الفصائل النادرة ومشتقات الدم في المستشفيات ونقل الدم الآمن إلى المرضى. نقص الفصائل رأت المشرفة على خدمات بنك الدم في مستشفى الجامعة في جدة الدكتورة خلود عبدالقادر غلام، أن مطالبة بعض المرضى بإحضار متبرعين بالدم يهدف في المقام الأول إلى توفير كميات من الدماء للمرضى الذين يحتاجون لنقل دم أسبوعيا أو شهريا بصفة مستمرة، ولذلك نلزم المرضى بإحضار أقربائهم حتى يتبرعوا خصوصا صعوبة عدم وجود دم كاف من متطوعين دائمي التبرع. وأضافت «نواجه أحيانا مشكلة نقص في بعض فصائل الدم النادرة لمرضى يحتاجون إلى نقل مستمر، ولا نجد هذه الفئة بسهولة، ونحاول في هذه الحالة التعويض عن هذا النقص بالتعاون مع بعض المستشفيات أو مع المتطوعين المسجلين أرقامهم في الجمعيات الخيرية، أو بنك الدم في نفس المستشفى. تغذية البنوك ويتفق أخصائي أمراض الدم في بنك الدم في مستشفى الملك فهد العام في جدة سامي الجهني مع الرأي السابق ويقول : إلزامية المستشفيات للمرضى الذين ينتظرون العمليات الجراحية في إحضار متبرعين بالدم هو توجه إنساني في المقام الأول، لاسيما أنه يتم توفير الدم الآمن في المستشفيات من مصادر فورية، مبينا أنه يتم إجراء العديد من الفحوصات والتحاليل للمتبرعين لضمان سلامة الدم الذي يتم جمعه. ولفت الجهني إلى أن الكيس الواحد من الدم تتم معالجته والاستفادة منه في ثلاثة عناصر حيوية وهي الصفائح الدموية والبلازما وخلايا الدم الحمراء، وكلها يتم التعامل معها والمحافظة عليها بطريقة دقيقة. قضية عالمية واعتبر استشاري أمراض الدم الدكتور محمد العلي، أزمة الحصول على فصائل الدم النادرة في المستشفيات غير مقتصرة على المملكة بل هي قضية شغلت جميع مستشفيات العالم، منوها أنه «لمواجهة هذه الأزمة تشترط المستشفيات على المرضى الذين ينتظرون العمليات الجراحية إحضار متبرعين حتى تتمكن بنوك الدم من توفير الفصائل للمرضى الآخرين»، مشيرا إلى أنه في حالة الطوارئ أو حالات إنقاذ الحياة فإن المستشفى مسؤول عن توفير كل مستلزمات الدماء له.. الدكتور العلي أوضح «أن الدراسات العلمية أثبتت أن المتبرع بالدم يحقق العديد من الفوائد الصحية منها زيادة نشاط نخاع العظام في إنتاج كميات جديدة من الدم وزيادة نشاط الدورة الدموية، بالإضافة إلى التقليل من نسبة الحديد في الدم مما يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين، كما أنه لا توجد أية مخاطر جراء التبرع بالدم، حيث تمثل الكمية التي تسحب عند التبرع 8 في المائة فقط من متوسط حجم الدم عند الشخص البالغ، والذي يتراوح بين 56 لترات من الدم، كما يقوم الجسم بتعويض الدم المتبرع به خلال ساعات معدودة عن طريق شرب السوائل، أما خلايا الدم فتخضع هي الأخرى للتجدد التلقائي، حيث يتم تعويض كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية في مدة لا تتجاوز الأسبوع، فيما يتم تعويض كريات الدم الحمراء في أقل من شهر من تاريخ التبرع.