لا أعجب من شيء أكثر من شخص اختار وارتاح.. وأحب أن أرى الأشياء كما هي؛ لا أقرأها بعيون الآخرين، ولا أتبناها وفق توجه جماعي، أحرص أن تكون أكثر وضوحا حتى لو اضطررت لقراءتها كثيرا. أستاذنا الكبير الدكتور عبدالله الفوزان لديه (لزمة) جميلة في التوثيق والمزيد من استجلاء المعلومات، فهو دائما يستحضر كلمة (أحلف)، ويعتبر ذلك تعبيرا عن الدهشة والاستغراب وليس عدم المصداقية.. في بيان الأهلي أيقنت توجه الصربي (ميلوفان) إلى قطر، فهي الإجابة الوحيدة لبيان ركيك ليس كتابة فقط ولكن حتى في معالجته للأزمة، وكأن الهدف من البيان تبييض وجوه مسؤوليه أمام الجماهير وليس معالجة حقيقية لأزمة استشرت حد التكرار، المؤسف أيضا أن الإدارة حاولت دغدغة مشاعر المدرج الأهلاوي والحد من سخطهم وأقحمت اسم (الرمز) أكثر من مرة في ثنايا خطابها حماية لهم واستعطافا وتقليلا من خسارة الجمهور. إن قراءة متأنية (للبيان) وهو للمعلومية جاء بعيد سفر المدرب وقبل أيام عدة من إعلان تعاقده مع الاتحاد القطري تجد أنه مليء بالتناقضات والمساحات الفارغة وكان يجب على الإدارة التدخل لإيقاف الرحيل، كان عليها بعد معرفة كذب المدرب وذهابه إلى قطر التدخل الفعلي لإيقاف المفاوضات، كان أمام (متخذي القرار) فضح اتصال رئيس الاتحاد القطري (في حينه) وإصدار بيان يكفل للأهلي حقوقه ويوقف استمراء القطريين في هكذا أساليب، وبالتالي يقطع حبلا قبل أن يوصل، ثم الاستنجاد بالاتحاد السعودي لمساءلة نظيره القطري، بل هناك الكثير من القرارات التي كانت أمام مسيري النادي لكنها كانت عاجزة بحيث تركت السيناريو يكتمل. إن تغاضي الإدارة عن كذبة المدرب بسفره إلى إسبانيا والرد (الضائع معلوماتية) لاتصال رئيس الاتحاد القطري وعدم الربط بينهما أو قراءتهما وفق سياق وتراتبية الأحداث، تنم عن ضعف فكري لمسيري النادي وقلة خبرة ضاع خلالهما حقوق النادي لأكثر من مدرب خائن وجد في دفع شرط جزائي هو كل ما يربطه بالأهلي!!. لست متفقا مع آراء تحسن موقف الإدارة أو يساورها شك في حقيقة غائبة، ذاك رأي جماعي قد يمشي وفق توجه، لكنني لست ملزما به ويكفيني التجديف وحيدا شرطه الصدق في تناول الحدث لا إرضاء الآخرين، كان أمام الإدارة حلول كثيرة، خاصة أنه سبق أن تعرضت لهكذا مواقف مع ثلاثة مدربين سابقين، ولا أعرف ما فائدة وجود أكثر من شخص يحمل درجات علمية في الحقوق والواجبات؛ سواء داخل الإدارة أو المحيطين بها، لا أعرف الحقوق التي يتشدقون بها والتي يقولون إنها ستنصف النادي، وهو كلام أعرف درجة استهلاكه ولمن يصدرونه، أما الواقع فلقد قاله المدرب الصربي في مؤتمره الصحفي في الدوحة «إن الأهلي أصبح ماضيا». فعلا أشفق مع كثيرين على الأهلي فهو (إرث) صاحب رؤية وخصائص مميزة ذات زمن، كان حركة تنويرية للرياضة السعودية وأكثر صخبا إعلاميا، هل تنسى الأجيال ديدي سنتانا، لازاروني، فليب لويس، أقرأوا الحراك الإداري المصاحب لتلك الأزمنة لتكتشفوا أن الأهلي مارس الاحتراف الفكري الرياضي في زمن الهواة، أما اليوم فالهواة يسيطرون وينسفون هذا الإرث في زمن الاحتراف! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة