أدرس في المرحلة الجامعية، وعمري يقترب من ال 20، أحب أمي كثيرا، ولا أتحمل زعلها أو غضبها حتى مع الآخرين، ودائما أحرص على إرضائها بكل السبل، ولا أفعل شيئا إلا بأمرها ورضاها، ومع ذلك أمي دائمة الدعاء عليّ، وتصرفاتي لا تعجبها حتى الأشياء التي أفعلها تحت بصرها وإشرافها، ودائما تكافئني بالدعاء عليّ، حتى أن المحيطين بنا يلومونها على دعائها ويطلبون منها التوقف، وأن تتوقف بالذات عن كلمة «الله ينتقم منك». عجزت كما عجز الآخرون عن إيقاف دعواتها التي تجعلني أبكي ليلا ونهارا وتجعلني أفكر في سبب دعاء أمي عليّ بالانتقام، وأفكر لماذا تريد أن ينتقم الله مني رغم أنني أحبها، وأكثر ما يحيرني أن قلب الأم حنون دائما على أبنائها، لماذا قلب أمي قاس حتى أوصلتني قسوتها أن أتمنى الموت عاجلا؟. إلهام الطائف مشكلتك مع أمك ليست مستعصية على الحل إذا كانت أمك امرأة طبيعية، وأقول طبيعية لأن رسالتك المختصرة توحي لقارئها أننا أمام أم اختلت عندها المعايير وهي تدعو على ابنتها مع أن هذه الابنة تبذل قصارى جهدها لإرضائها، ومع أني أصدق أنك تبذلين الجهد الكبير ربما لإرضائها، إلا أن المشكلة على ما يبدو تكمن في الطريقة التي توصلين لأمك حرصك على إرضائها. ومع ذلك من الطبيعي أننا نقع في مشكلات مع أقرب الناس لنا ليس لأننا لا نحبهم، ولا لأننا لا نحرص على إرضائهم، وإنما لأننا نود أن يشربوا كأس العصير الذي نحبه وبالطريقة التي نحبها أيضا، وفي أحيان كثيرة يكون من نحب غير راغبين لا في نوع العصير الذي نقدمه لهم ولا بالطريقة أو الزمان أو المكان الذي نريدهم أن يشربوه به، هذه المشكلة أتمنى أن تلاحظيها، فربما كنت من النوع الذي يريد من أمه أن ترضى بطريقة الخدمة التي تقدمينها لها، أعيدي يا ابنتي النظر في كيفية خدمة أمك، وتأكدي أنك لو تعرفت على ما يرضيها وقدمت الخدمة لها وفقا لها فلن تدعو عليك أو لن ترفض منك الخدمة، هناك جزء مفقود في الرسالة أتمنى أن تكون صادقة في التعرف عليه لأنني على يقين أنك تعرفينه، راجعي هذه العلاقة على ضوء ما قلته لك بعد أن تكون قد قرأت مقالة «كأس العصير» وعندي ثقة كبيرة بأن حرصك على إرضائها مع صدقك مع ذاتك سيكونان خير عون لك على حل هذه المشكلة.