ألقى مدير عام الحدائق في أمانة جدة الدكتور بهجت حموه باللائمة على البلديات الفرعية في مسألة التعدي على الحدائق العامة من قبل أشخاص أو مؤسسات خاصة. وأكد الدكتور حموه في حوار مع «عكاظ» أن متطلبات العصر فرضت على أمانة جدة استقطاع أماكن في الحدائق لصالح شركات الاتصالات لوضع أبراج للشبكة. واعتبر مدير حدائق جدة أن ما يوجد في المحافظة من حدائق يفوق ما تحتضنه منطقتا الشرقيةوالرياض .. فإلى تفاصيل الحوار: • كم عدد مواقع الحدائق في جدة؟ يوجد في محافظة جدة 450 موقعا للحدائق بشكل عام وهذا عدد يفوق عدد الحدائق في المنطقة الشرقية ومنطقة الرياض. • ما التصور والخطط الموضوعة لهذه المواقع؟ إنشاء هذه الحدائق مقسم إلى ثلاث مراحل والأهم منها إنشاء الساحات البلدية ويبلغ عددها 50 ساحة وهي عبارة عن حديقة خصصت مساحتها لممارسة الألعاب الرياضية من قبل الشباب والأطفال والكبار من شتى الأعمار وتحتوي على ملاعب لكرة القدم والطائرة والسلة ومسارات مخصصة للمشي روعي فيها أن تكون عملية عبر استخدام مواد ممتازة في نوعية أراضي الملاعب وتوفير وسائل السلامة اللازمة، وستكون جاهزة خلال ستة أشهر بشكل كامل وسيتم افتتاحها دفعه واحدة إذ بلغت مراحل الانتهاء من إتمامها 60 في المائة وتعتبر منتشرة في أرجاء المحافظة مع التركيز على أماكن الكثافة السكانية. فيما سيتم إنشاء 30 حديقة عامة وتطوير 46 حديقة أخرى وهي في مواقع مختلفة، وتم طرح عقد لإكمال العدد المتبقي من أراضي الحدائق يتم من خلاله إنشاء 60 حديقة أخرى تمت الموافقة عليها وستتم ترسيتها على المقاول المناسب خلال الأربعة الأشهر المقبلة وبمدة تنفيذ سنتين. • ما أبرز الإيجابيات والسلبيات الملموسة من قبلكم تجاه الحدائق والزوار؟ تعتبر الحديقة ناحية اجتماعية بحتة من شأنها أن تجمع أهالي الحي وتوطد العلاقات الاجتماعية فيما بينهم لكلا الجنسين وعلى مختلف الأعمار، في حين أن البعض من الزوار يخطئ في التصرف مع المرافق العامة مثل الكتابة على الجدران والكراسي والشي على المسطحات الخضراء وإتلافها والعبث في النباتات وقطف الزهور، كذلك وجود ما يتلف شبكات الري ويدمرها مثل الخيول المؤجرة والدبابات فضلا عن تشكيلها خطرا للمتواجدين داخل الحديقة، وهذا ما دفعنا إلى إيجاد وحدة التفعيل الاجتماعي للحدائق الهادفة إلى تفعيل الدور الرقابي الاجتماعي نحو الحدائق عن طريق العمد ومراكز الأحياء ووزارة التربية والتعليم وأدعو الجهات المذكورة إلى تفعيل الدور التنظيمي لهذه الحدائق حتى تستغل في أمثل صورة. • هناك من يقول بأن الحدائق تسقى بمياه الصرف الصحي ما ردك؟ لكي يتقدم مستوى الزراعة في مدينة جدة لابد من توفر المياه الجيدة إلا أنه وجد ما يؤرقنا كإدارة الحدائق كون المياه المصرح باستخدامها في الري هي المياه المعالجة من محطات التنقية والتي نتزود بها في تعاون مشترك مع مصلحة المياه والصرف الصحي وشركة المياه الوطنية كون لديهم كميات مياه كبيرة تتفاوت نسبة النقاء فيها في كثير من المحطات بسبب الضغط على المحطات والشبكة الخاصة بهم، ويتم سحب المياه من المحطات عن طريق الصهاريج التابعة لأمانة جدة ونتفاجأ بعد تفريغها في خزانات الحدائق بوجود مياه ملوثة لم تأخذ فترتها المطلوبة لتنقيتها ما يسبب إتلاف الأشجار والمزروعات نتيجة الأملاح الزائدة وتسرب المواد العضوية وتعطل شبكات الري وانبعاث الروائح الكريهة، وهذا ما يدفعنا إلى بذل مجهود آخر يتمثل في سحب هذه المياه من الخزانات عبر أجهزة الشفط ومن ثم تفريغها في الأماكن المخصصة لها، وهذه الظاهرة تمت دراستها بالكامل وخرجت بحلول سيتم الكشف عنها خلال الأيام المقبلة ضمن خطة قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى. • كم تبلغ ميزانية الحدائق في الفترة الراهنة؟ تنقسم ميزانية الحدائق إلى قسمين الأول منها مشاريع للصيانة وتختلف على حسب المنطقة والمساحة في حين أنه لا تصرف هذه المبالغ إلا مقابل الخدمة المقدمة من قبل المقاولين فشمال جدة حددت لها ميزانية 50 مليون ريال للصيانة وجنوبها 40 مليونا وغربها 26 مليونا وشرقها 12 مليونا وثول وذهبان عشرة ملايين وتشترك جميعها في تقسيم الميزانية على مدة ثلاثة أعوام، والثانية في مشاريع الإنشاء حيث إنشاء 50 ساحة بلدية في مختلف جدة حددت ميزانيتها في 30 مليون ريال وإنشاء 90 حديقة عامة بمبلغ 60 مليون ريال. • ولكن هناك حدائق مهملة في جدة فما العمل معها؟ بطبيعة الحال الإقبال على الحدائق العامة يجعل منها مستهلكة وهذا ما يجعلنا نكرس برامج صيانة ومتابعة يومية لهذه الحدائق وتكثيفها على الحدائق ذات الإقبال الكبير من الزوار مثل حديقة التحلية التي لها مرتادون على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع وخصوصا في الفترات المسائية وهذا ما يسبب ضغطا على حدائق مماثلة، كما أننا نسعى من خلال افتتاح حدائق عامة في مختلف الأحياء والشوارع الداخلية إلى تخفيف الضغط على الحدائق ذات الإقبال الكبير كما سيتم إنشاء حديقة السلام الصخرية وهي بجوار حديقة التحلية لتخفيف الضغط عليها، بالإضافة إلى أن الممارسات المختلفة من قبل المرتادين وعدم الوعي بأهمية الحدائق والحفاظ عليها ساهم في ظهور الحدائق وكأنها مهملة بالرغم من وضعنا لتعليمات إرشادية باللغتين العربية والإنجليزية ودعمها بالصور وتحذير المخالفين من تعديها إلا أننا لا نجد تجاوبا بشكل كاف. • البند الأخير من لائحة التعليمات الموضوعة في الحدائق العامة يشير إلى تعرض المخالفين إلى المساءلة والإجراءات القانونية في حال مخالفتها. ماذا تم في ذلك؟ هناك نظام نوقش على مستوى أمين محافظة جدة حول المخالفات الصادرة من قبل مرتادي الحدائق والمرافق العامة في مسألة رمي المخلفات سواء في الحدائق أو الطرقات العامة، ومازال في طور المناقشة وسيتم تطبيقه من قبل أمانة جدة بالتعاون مع الجهات المساندة الأخرى. • هناك تعديات على أراضي الحدائق واستغلالها كعقارات سكنية فما هي خطواتكم لمنع ذلك؟ هذا الدور تختص به البلديات الفرعية وتحديدا إدارة التعديات فيها كون كل بلدية مسؤولة عن نطاقها والأنظمة الخاصة بها وأراضي الحدائق والأراضي الفضاء فيها وهي المناطة في الحالات المماثلة، وقد تحصل التعديات بين حين وآخر على أراضي الحدائق إلا أننا نواجه ذلك بالتبليغ الفوري والعاجل للبلديات الفرعية في حال تواجد مثل هذه الملاحظات ويتم التعامل معها مباشرة وحل الاشكاليات دون تدخل مباشر من إدارة الحدائق والتشجير. • ينزعج البعض من استغلال أمانة جدة لبعض الحدائق وتأجيرها لصالح شركات الهاتف النقال لماذا فعلتم ذلك في مرفق عام؟ نوقش هذا الموضوع تحديدا على مستوى المجلس البلدي ووضعت له شروط معينة لوضع أبراج الجوالات داخلها وقد أشرت عليهم بعدم استغلال الحدائق لصالح هذه المشاريع كونها ملاذا ترفيهيا بحتا للسكان المجاورين لها، إلا أن المتطلبات العصرية تفرض استخدامها في الحدائق أو غيرها، في حين أن الشروط الموضوعة من قبل المجلس البلدي منصفة للغاية حيث إنه لا يتم إنشاء أبراج الجوال في مناطق مزروعة أو بجوار المدارس.. وفيما يتعلق بوجود أبراج من السابق فهذا يتوقف على فترة التعاقد وفي حال انتهاء العقد سيتم إخضاعها للشروط المقرة من قبل المجلس البلدي وعدم تجديدها في حالة عدم أهليتها وهذه الإشكالية ستحل تدريجيا فمناطق الحدائق ليست مناطق خدمات.