* لا يختلف اثنان على حقيقة الدور الذي تلعبه المادة في ترجمة الكثير من البرامج والمشاريع الحياتية ومجالاتها دون استثناء. * ونفس القدر من عدم الاختلاف على ما يؤكد بأن حقيقة الدور الفاعل للمادة يتوقف على جودة المدخلات، وأن هذه الجودة إن تأتت في بعض المجالات من خلال توفر المادة، إلا أنها في بعض المجالات الأخرى وإن تمكنت المادة من تطوير وتجويد معاييرها الكمالية والشكلية، تظل عاجزة عن تقديم نفس الدور أو حتى أي شيء منه فيما يتعلق بالجوهر في حالة تدنيه، ناهيك عن افتقار مقوماته، ويتضح هذا بجلاء في المجال الفني، فقد أسهمت الإمكانيات المادية في دفع عجلة المجال الفني، وارتقت بكل جوانبه الشكلية والكمالية، ولنا أن نقف على حقيقة هذه النقلة من خلال ما أضحت عليه المرافق والأستديوهات والتجهيزات والمسارح والتقنيات وسبل ووسائل النقل بالقدر الذي يصل فيها بعض هذه المحاور إلى صعوبة المقارنة ومنها ما لم يكن متوفرا في الماضي كالبث الفضائي وأثر هذه الطفرة العلمية والتقنية في سرعة ومباشرة النقل لأي حدث في أي مجال لكل بقاع العالم، وتتوقف إيجابية أو سلبية هذا الأثر على قيمة وجوهر ما ينقل ويبث، ومدى جودة هذا المخرج من عدمه. إلا أن هذا الزخم المهول من المعطيات والإمكانيات وكل ما توشح به عصر الفضائيات من قفزات متسارعة ومبهرة في مختلف ميادين العلم والمعرفة عامة وعلوم التقنية خاصة وبرغم ما تخلل هذه العلوم التقنية من جزئية خاصة حاولت جاهدة تسخير أحدث اختراعاتها في سبيل خدمة ما يمت لجوهر الفن، واستعادة أي قدر من ذلك البريق والوهج والإبداع الذي نثره نجوم الرواد وعمالقة الماضي ومتسيدو الزمن الحاضر برغم رحيلهم، إلا أن كل ما سبق من معطيات وجهود وتشذيب وتلميع و «إنعاش» تقني عجز كل العجز أمام تعويض ما فقد وغاب من صدق الموهبة وعمقها وأصالتها، ذلك لأنها هبة من الخالق لا يمكن بأي حال من الأحوال محاكاتها مهما كان البذل المادي وتنوعت تقنيات «تصنيع المواهب»، فأقصى ما يمكن أن تصل إليه تقديم أصوات «معلبة»، أو حضور «مخادع» أمام الجمهور عن طريق «بلاي باك» تماما كالذي يوظف فيما يسمى ب«الأوبريت». فسبحان من بيده كل شيء، والله من وراء القصد. تأمل: أتيت خريفا كما جئت صيف فلست مقيما ولا أنت ضيف ص.ب 70188 جدة 21567 فاكس 6923348 للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة