• زخم من القنوات الفضائية يتكاثر ويتكاثر، توصف النسبة العظمى من هذه القنوات ب «الفنية»، وسواء ما كان في هذه النسبة العظمى من القنوات ما هو متخصص في بث ما يتعلق أو ما يعلق بالفن عامة والفن الغنائي على وجه التحديد، أو القنوات الأخرى التي تخصص ضمن خططها البرامجية مساحات معنية بهذا المجال. للأسف لا هذه ولات تلك استطاعت تقديم ما يفترض من خدمة إيجابية للمجال الفني كمضمون ورسالة وهدف. •• ومما يؤسف له أن المجال الفني اختزل في مفهوم واهتمامات من قدمهم البث الفضائي كمستثمرين لهذا الكم من القنوات «الغثائية» في تكريس أكبر كم من إسفاف ونسف ما تبقى من الغناء، وعلينا هنا أن لا نحمل مسؤولية ما أصاب ويصيب الفن عامة، والفن الغنائي خاصة على عاتق ما يتفرد به العصر الحديث من قفزات علمية وتقنية بما فيها ما يخص البث الفضائي، بل على العكس تماما. فقد أسهمت هذه الطفرة العلمية في رقي وتقدم مختلف المجالات التي استطاعت تسخير وتوظيف التقنية في مسارها الإيجابي، بينما المجالات التي عجزت عن الوصول لما ينهض بقيمتها الجوهرية، أو يحافظ على ما كانت عليه في مرحلة ما قبل هذه الطفرة المعرفية كما هي الحال في المجال الفني. وهذا مرده للتوظيف السلبي للكثير من الجوانب التقنية من قبل من لا تنقصهم المعرفة بقدر ما تنقصهم أمانة توظيف المعرفة التقنية في النافع والمفيد، فوظفوها في مسخ الغناء وتجريده من كل ركائزه ومقوماته، فسخروا التقنية في تلميع الأصوات، وسمكرة النشاز وصولا إلى تصنيع من خلال ورش ومعامل يمرر داخل قنواتها أي «نعيق» فيتحول إلى تغريد، حتى استطاع القائمون على هذه الورش والمعامل المعنية بتقنية تصنيع وتزييف الأصوات الانتقال بالغناء من مرحلة الموهبة إلى مرحلة الإسفاف وحصد الشهرة والنجومية والمال دون أي حاجة لذلك الشرط «القديم» المعني بضرورة توفر ملكة الصوت الطبيعية، مما جعل الساحة الغنائية تعج بكل من هب ودب وتستأثر بما لا يمكن أن تجده في سواها من تفريخ نجوم بمجرد «النية» فقط، وإذا ما تعززت هذه النية بما «يكحل العين» فعلى قدر هذه النسبة من الجذب يوهب المجد بمقاييس من يحسب لهم «إحداث» هذه النقلة في تطويع التقنية لتصنيع وتزييف الأصوات الغنائية الذين من حقهم الحصول على «براءة اختراع» في تدمير الغناء خاصة أن كل مخرجاتهم من النجوم لا يمكنها الغناء إلا من خلال معامل التصنيع، حتى وإن غنت في حفلات مباشرة يمرر خداعهم بخداع تقني آخر يسمى ب «البلاي باك». والفضائيات تزف هذا الزيف، والحسابة بتحسب ... والله من وراء القصد. تأمل: قلب تلوعه كل يوم طواريه ... عيا يطيع اللي يعذله وينهاه فاكس: 6923348 للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة