شأن كل مرحلة زمنية تمضي، سينظر في مرحلة تالية لكل ما اختصت به المرحلة الحالية من «مخرجات»، سواء كانت هذه المخرجات منتمية أو محسوبة على المجال الفني وخاصة ما يعتمد منه على الموهبة ثم الموهبة ثم الموهبة، سينظر لها بوصفها ما يمثل «أعمال الأمس»، ومع هذا التسارع الزمني من جهة وتطور تقنيات التسجيل والتصوير ستحظى هذه المخرجات بما يكفل لها جودة من التوثيق لم تتحقق لسواها في مراحل سبقتها، إلا أنه برغم هذا التطور التقني الذي يحسب لصالح مخرجات هذه المرحلة والمعنيين بهذه المخرجات من حيث ديمومة العرض لمضامينها وصور وأصوات المنتمين أو المحسوبين على مجال الفن، إلا أن محصلة هذه المخرجات بكل كمها المهول وما حظيت به من معززات تقنية وتلميعية لن يتبقى منها على سطح غربال الفن إلا اليسير واليسير جدا مما سيقبل به هذا الغربال وعلى مضض كي يمنحه حقا أو بعضا من حق التمثيل باسم هذا المجال في مراحل زمنية تالية، بينما النسبة العظمى من ركام وزحام هذه المرحلة سيتحول إلى زبد يذهب جفاء وهباء، دون أدنى قيمة فنية تذكر قياسا لمعايير هذا الغربال الذي يعول عليه الاحتفاظ فقط بما يستحق أن يحمل معنى الفن كرسالة لها أهداف إيجابية نفعية لصالح المجال، لا استنفاعية على حساب المجال وباسمه وبما يهبط بذائقة جماهيره ويصيب مخرجاته بالانحدار من قمة السمو والرفعة والرقي والارتقاء إلى سفح الإسفاف والتهريج وغياهب الابتذال وإهدار القيم بعد أن غيب المضمون الجوهر والقيمة واستبدل بالتسطيح بل في نسبة عظمى منه بالبذاءة. ** المعنيون بهذا الركام المضر، وبهذا التسلق الجائر والاسترزاق البخس أدبيا وأخلاقيا مهما كانت مكاسبهم المادية ومهما أسهمت هذه المكاسب في إحداث نقلة متناهية على حياتهم حيث قفزت بهم من سفح المعيشة وضنكها إلى قمة النزف تماما على عكس ما فعلوه بحق أمانة الفن ورسالته، لن يبقى من عبثهم إلا ما خلفوه من إفساد الفن والذائقة، ومهما كان تحليقهم يعقبه السقوط والندم. والله من وراء القصد. تأمل: الحب والأنانية يتشابهان، كل ما بينهما من فرق أن الحب هو أن تحب غيرك أما الأنانية فهي أن تحب نفسك. فاكس: 6923348 للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة