* عندما تمنحك الحياة فرصة شرف التعامل مع بعض الكبار قدرا ومكانة، وتتأمل مدى حرصهم بكل تواضع وعفوية على ما يجسد مفهوم وحقيقة العلاقات الإنسانية مع الآخرين في حياتهم، بعيدا عن التصنيف أو التوظيف. في مختلف المناسبات والظروف تقف بغبطة أمام ما جعلهم بهذا الرصيد المتنامي من القدر والتقدير، وهذا الفيض من مشاعر حب واحترام الآخرين لهم. خلال هذا النموذج الإنساني الرفيع نتعلم الكثير، ومن بين أهم هذا الكثير ذلك المعنى الحقيقي لمبدأ التواضع وقيمته، ومدى أثره ومحصلته «من تواضع لله رفعه» وهذه الرفعة التي يكافئ بها الله عبده المتواضع تظل مهما بلغت مراتبها من علو ومكانة وتقدم ترتوي من أريج التواضع ونبعه الصافي والمطبوع في كوامن النفس السامية. ** وعلى نقيض النموذج السابق، هناك من يفصل علاقاته الإنسانية حسب مواصفات ومعايير يبلورها ويصنفها وفق ما يتواءم مع كل مرحلة في حياته من أدوار ومواقع ومتطلبات، ومن خلال منظور ونظرة هذا النموذج لا يجد في حافظة رصيد علاقاته الإنسانية أدنى «حاجة» للإبقاء على علاقات الأمس القريب، في ظل «مرحلة حياتية مستجدة» من الطبيعي أن تحمل معها ما هو حديث من الروابط والعلاقات والتي نجدها لدى النموذج الإنساني الرفيع المذكور أنفا تشكل إضافة في رصيد العلاقات التي يحفظ لكل منها قدره ومنزلته وطبيعته، بينما هي لدى النموذج النقيض تخضع لعملية من التنسيق والتحديث لحافظة العلاقات التي لا تقبل في آلية أو بالأحرى مبادئ هذا النموذج الحفاظ أو الاحتفاظ بأي رصيد سابق من العلاقات، خاصة ما لا يوائم ويخدم مصالح المرحلة الآنية والدور الجديد، وكما يزال أو يهمل أو يحرق إرث أو تراث يمت للأمس بالقيمة والأصالة والتاريخ، يمارس هذا النموذج السلوك ذاته بحق ما في ماضية وأمسه من علاقات إنسانية برغم ما كانت عليه حتى الأمس القريب تعني له كل شيء من الاعتزاز والأهمية، وبرغم ما تطويه في ثناياها من لحمة ومودة وعشرة وذكريات. * مثل هذا النموذج كم تشفق عليه من تبعات حافظة علاقاته التي لا تختزن إلا ما هو نفعي بحت والله من وراء القصد. تأمل: كم من رجل تأتت له علامات لكنه لما علا مات [email protected] فاكس: 6923348 للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة