لم يتوقع السائق الفلبيني ديجورا ستيرون ديفاد أن قيادته قبل نحو عام ونصف العام لحافلة نقل ركاب جماعي بعكس السير على طريق الحرمين وتسببه في مقتل ثلاثة من أسرة واحدة («عكاظ» 14/11/ 1429ه)، أن ينتهي تصرفه ذاك بالمطالبة بإعدامه. إذ أحالت هيئة التحقيق والادعاء العام ملف السائق الفلبيني أمس إلى المحكمة العامة في جدة، وطالب المدعي العام بقتل السائق تعزيرا في الحق العام مع الإبقاء على الحقوق الخاصة. وعلمت «عكاظ» من مصادر قضائية مسؤولة، أن المحكمة العامة شكلت لجنة من ثلاثة قضاة للنظر في القضية على الوجه الشرعي، مرجحة أن تباشر اللجنة القضائية عقد جلساتها في الأيام المقبلة. واستيقظ سكان جدة في ذلك اليوم المشؤوم على حادث مأساوي رسم فصوله الفلبيني ديجورا، بينما راح ضحيته ثلاثة من أسرة واحدة مكونة من رجل وامرأتين، هم: سعد بن محمد بن عائض القرني، سالمة بنت محمد بن عائض القرني، وعائضة بن عوض القرني. وبدأت أحداث الفاجعة عند الخامسة والنصف فجرا، حيث استقل السائق ديجورا حافلة نقل جماعي مخصصة لموظفي وعمال إحدى خطوط النقل الجوية، عكس السير في عدد من الطرق الرئيسة والفرعية في المحافظة وتعمد صدم سيارات عدة قبل أن يصطدم سيارة الأسرة على طريق الحرمين قرب جسر فلسطين ويتسبب في قتلهم جميعا. وألقت الأجهزة الأمنية في جدة القبض على السائق الفلبيني الذي عرف لاحقا ب «سائق حافلة عكس الاتجاه» في مسرح الحادثة، وأحيل إلى إدارة المرور التي تحفظت عليه ورفض خلال التحقيق معه الكشف عن أسباب قيادته. إزاء ذلك اعتبرت المرور الحادث جنائيا، وأحالت السائق إلى مركز شرطة السلامة، كونه سرق الحافلة من موقع تابع إداريا للمركز، وأخضع السائق لتحقيقات مكثفة، إلا أنه التزم الصمت ورفض الحديث عن أسباب تصرفه. وهنا اضطر رجال التحقيق لاستدعاء أصدقاء السائق من نفس جنسيته، إذ أكد أحدهم أنه تعرض لصدمه عاطفية قادته لارتكاب جريمته ولم يكشف عن أسباب أخرى. وكشفت التحقيقات عن أن ديجورا طرق على باب أحد زملائه في العمل وهو يحمل في يده مطرقة حديدية، ليغلق زميله الآسيوي الباب في وجهه، ما دعا ديجورا للتوجه إلى مكتب رئيسه في العمل وحطم زجاج سيارة رئيسه واتجه بعدها إلى الحافلة والتي حصل عليها بعد أن استغل نزول السائق وهو من جنسية سودانية لأداء صلاة الفجر. واستغل ديجورا خلو مكان قائد الحافلة، ليبدأ قيادتها رغم مناشدات الركاب الخمسة الذين كانوا على متنها بالنزول منها، حيث أصم أذنيه وتوجه خارج مبنى الشركة ليتقافز الركاب من الحافلة الواحد تلو الآخر، مستغلين سير الحافلة ببطء، إلا أن أحدهم أصيب نتيجة القفز الخاطئ، ليواصل السائق الفلبيني سيره بجنون في شوارع جدة والانتهاء بمأساة قرب جسر فلسطين على طريق الحرمين.