أصدرت المحكمة العامة في محافظة جدة أمس، حكما يقضي بقتل سائق حافلة الموت الفلبيني ديجورا ستيرون ديفاد (37) عاما تعزيرا، إثر تسببه في إزهاق أرواح ثلاثة مواطنين من أسرة واحدة، عندما قاد حافلة نقل جماعي عكس اتجاه السير على طريق الحرمين، واعترف حينها بأن السبب كان تعرضه لصدمة عاطفية قادته لارتكاب هذه الجريمة. وشهدت الجلسة التي صدر بها الحكم اعتراضا من ورثة المتوفين الذين طالبوا بقتله قصاصا، إلا أن قضاة المحكمة رأوا أن يقتل تعزيرا لعدم توفر موجبات القصاص، في حين أن لجنة مكونة من ثلاثة قضاة كانت تنظر القضية. وفي التفاصيل، أن سائق الحافلة الفلبيني ديجورا ستيرون ديفاد أخذ يجوب شوارع جدة من شرقها لغربها عاكسا خطوط السير ومصطدما بالسيارات التي تعترض طريقه، ولم تفلح محاولات استمرت قرابة الساعتين في إثنائه عن تصرفه وإيقاف الحافلة، إذ استمر في عكس خطوط السير وبسرعة عالية وبشكل متهور، إلى أن اصطدم في النهاية بسيارة يقودها شاب برفقته والدته وشقيقته، وأودى بحياتهم جميعا، عندها فقط تعطلت الحافلة جراء الحادث، وتم القبض على السائق الفلبيني بعد أن أشهر سكينا في محاولة منه طعن أحد رجال الأمن. يذكر أن التحقيقات كشفت عن أن ديجورا طرق باب أحد زملائه في العمل وهو يحمل في يده مطرقة حديدية، لكن زميله الآسيوي أغلق الباب في وجهه، ما دعا ديجورا للتوجه إلى مكتب رئيسه في العمل وحطم زجاج سيارته، واتجه بعدها إلى الحافلة، والتي استولى عليها مستغلا نزول السائق وهو من جنسية سودانية لأداء صلاة الفجر، ليبدأ قيادتها رغم مناشدات الركاب الخمسة الذين كانوا على متنها بالنزول منها، لكنه أصم أذنيه وتوجه خارج مبنى الشركة ليتقافز الركاب من الحافلة الواحد تلو الآخر، مستغلين سير الحافلة ببطء، إلا أن أحدهم أصيب نتيجة القفز الخاطئ، ليواصل السائق الفلبيني سيره بجنون في شوارع جدة والانتهاء بمأساة قرب جسر فلسطين على طريق الحرمين. يشار إلى أن سكان جدة استيقظوا على الحادث المأساوي الذي بدأ تمام الساعة الخامسة والنصف من فجر 13 / 11 / 1429ه، عندما قاد السائق الفلبيني حافلته التي لم يكن فيها أي شخص بسرعة جنونية في عدة طرق في محافظة جدة قبل أن يدخل طريق الحرمين (النازل) عاكسا السير، وتوقفه قرب الجسر المؤدي لشارع فلسطين، بسبب تعطل إطارات الحافلة، بعد مقتل امرأتين ورجل وإصابة العشرات.