قضى عبد الله بن حسن حمد الحكمي نحو 26 عاما في خدمة أهالي بللسمر، من خلال عمله قاضيا في المحكمة حتى أحيل إلى التقاعد في العام 1420ه، ورغم استقراره في مكةالمكرمة حاليا إلا أنه ما زال على تواصل مع أهالي بللسمر، تقديرا للأعوام الجميلة التي قضاها بينهم. ولد في قرية المضايا في مركز الحكامية في منطقة جازان عام 1350ه، ورافق والده في أعماله التجارية وتعلم منه طرق الحساب ومعاملة الجمهور، وكان والده يشتري له الكتب ليقرأ باستمرار حتى أجبره على التعلم منذ الطفولة. درس في الكتاتيب، ولما بلغ التاسعة ألزمه والده باعتلاء المنبر وإلقاء الخطب ودربه على الوقوف أمام الناس، وقبل إلقاء الخطبة كان يجبره على حفظها كاملة وإلقائها بشكل ارتجالي. وفي العام 1374ه افتتح المعهد العلمي في صامطة، والتحق به الحكمي وفيه درس على يد الشيخ العلامة حافظ الحكمي الذي كان مديرا للمعهد، ودرسه كذلك الشيخ عبد الله القرعاوي. ثم انتقل إلى الرياض لطلب العلم وهناك درس على يد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة في ذلك الوقت، ثم عاد إلى جيزان بناء على طلب والده وبقي معه بعض الوقت، عاد بعدها إلى الرياض ودرس في معهد إمام الدعوة في الرياض لمدة خمسة أعوام. ثم التحق بكلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكان من بين زملائه في الدفعة إمام وخطيب المسجد النبوي حاليا الشيخ عبد الرحمن الحذيفي، ومن الذين تعلم على أيديهم في الجامعة الشيخ فالح بن مهدي الدوسري الذي كان كفيفا وكان يدرس كتاب التحفة المهدية في شرح الرسالة التدمرية لابن تيمية. تخرج الحكمي في الجامعة وحصل على الترتيب الثاني على دفعته وكان ذلك في العام 1391ه، التحق بعدها بالمعهد العالي للقضاء وكان مدير المعهد آنذاك الشيخ عبدالرزاق عفيفي، بعدها بقي ملازما للشيخ سليمان بن عبيد رئيس المحكمة الكبرى في مكةالمكرمة والشيخ عبد الملك بن دهيش مساعد رئيس المحكمة آنذاك. عين قاضيا في المحكمة العامة في بللسمر، وبقي فيها طوال حياته العملية مع أسرته المكونة من زوجة و12 من الأبناء، بينهم ستة ذكور ومثلهم من الإناث. أحب بللسمر وبادله أهلها نفس الشعور، وفي العام 1420ه أحيل إلى التقاعد وانتقل للعيش في مكةالمكرمة. وتولى الحكمي منصب شيخ قبيلة الحكامية من بني مهدي والكراشمة، وذلك بعد وفاة والده. وعين من قبل أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر عضوا في إصلاح ذات البين وساهم من خلال هذا العمل التطوعي في إنقاذ 25 رقبة من القصاص، وأخيرا كلف الحكمي ليكون رئيسا للتحكيم في الغرفة التجارية في جدة واستطاع بخبرته وحنكته إنهاء قضية ظلت عالقة لأكثر من عامين.