لم يكن الحريق الذي التهم عددا من البيوت في المنطقة التاريخية في جدة الحريق الأول، ومن المرجح أنه لن يكون الحريق الأخير، فقد سبقته سلسلة من الحرائق التي انتهى كل واحد منها بانهيار منزل أو منزلين، مغيبا بذلك جزءا من الذاكرة التاريخية لجدة. وظلت تمديدات الكهرباء والأسلاك المكشوفة هي السبب المعلن في كل الحرائق السابقة وظل سوء التخزين الناتج عن تحويل تلك البيوت إلى مخازن للبضائع سببا آخر يزيد من نار التمديدات اشتعالا، كما ظلت العمالة الوافدة التي اتخذت من بيوت المنطقة التاريخية مساكن لها مسؤولة عن الإهمال الذي يؤدي إلى التماسات الكهرباء واشتعال النار. هذه المرة بادرت الأمانة إلى مساءلة ملاك تلك البيوت عما تتعرض له من إهمال يؤدي إلى احتراقها، وبذلك تكون الأمانة قد أمسكت بأول خيط يمكن له أن يؤدي إلى معرفة الأسباب الحقيقية وراء تلك الحرائق، ومن ثم وضع حد لها، غير أن الطرف الآخر للخيط هو الأمانة نفسها، فإذا كان اتخاذ تلك البيوت مواقع للتخزين سببا من أسباب تعرضها للحريق فإن الأمانة على علم بذلك، وكان الأولى بها أن تتدارسه مع أصحاب تلك المنازل قبل الحريق وليس بعده، وإذا كانت تمديدات الكهرباء المكشوفة وراء تلك الحرائق فإن الدفاع المدني وجولاته التفتيشية مسؤولة عن عدم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإلزام أصحاب تلك البيوت بإصلاح تلك التمديدات. حرائق المنطقة التاريخية في جدة بحاجة إلى موقف صارم وحازم ومواجهة مع الأسباب الحقيقية والمسؤولين الحقيقيين، وبدون ذلك سوف يستمر مسلسل الحرائق ملتهما ذاكرة جدة التاريخية. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة