أبلغ «عكاظ» مدير عام الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة اللواء عادل زمزمي أنه سيتم تغطية كامل مدينة جدة بشبكة إطفاء لمواجهة الحرائق التي تشهدها مدينة جدة، وبين أن خبراء الدفاع المدني حددوا وعلى خرائط متقدمة مراحل وطريقة تنفيذ هذا المشروع الحيوي الذي يدرس الآن بالتعاون مع وزارة المياه، تمهيدا لرفعه للجهات المختصة لاعتماده. وفي شأن الحرائق التي التهمت الكثير من البيوت التاريخية، والورش والمصانع والمستودعات، أوضح أنه لا يمكن منع حدوث الحرائق إلا «بإفراغ المدينة التي تنبض بالحركة من السكان»، وحمل رجال الأعمال والمستثمرين مسؤولية القصور في توفير وسائل السلامة، مؤكدا أنهم يتعاملون بمبدأ «مس قلبي ولا تمس رغيفي». ودحض مدير عام الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة تهم التأخر في مباشرة إطفاء الحرائق، أو عدم الكشف عن الأسباب الحقيقية لها، مؤكدا أن الدفاع المدني لديه خبراء ومعامل متطورة تستطيع كشف أسباب كل الحرائق التي تحدث وفي زمن قياسي، وأنه لم يسجل على الإطلاق حريق ضد مجهول: • أما آن لجدة أن تستريح من الحرائق التي أنهكتها؟ بشرط واحد، أن نخلي المدينة من السكان والمركبات والحركة التجارية، عندها أؤكد لكم أنه لن تسجل أية حادثة حريق لا في المصانع ولا في الورش ولا في أي مكان آخر. • لا أعتقد أن الإجابة مقنعة .. كل مدن العالم يعيش فيها بشر وتنبض بالحركة ومستوى الحرائق أقل؟ الإحصائيات والدراسات التي نجريها والمقارنات والقياسات، تؤكد أن معدلات الحرائق في جدة ضمن المعدلات المقبولة عالميا، قد ترتفع في شهر وتنخفض في آخر، ولم تصل إلى المستوى الذي يدعو للقلق أو حتى للظاهرة المخيفة، نحاول جاهدين أن نحاصر ألسنة اللهب لمنع انتشارها من خلال سن أنظمة وتطبيق قواعد السلامة لحماية المنشآت من الحرائق. • هذا الإجراء الذي تتحدث عنه بشأن توفير وسائل السلامة، لم يحقق أية نتائج ملموسة، والدليل على ذلك أن الحرائق مستمرة، والخسائر بمئات الملايين؟ بعض رجال الأعمال والمستثمرين لا يلبون كل طلباتنا، ولا يوفرون اشتراطات وسائل السلامة الكافية، هم ينطلقون من مقولة «مس قلبي ولا تمس رغيفي»، وبالتالي عندما تندلع الحرائق تجدهم يستنجدون بالدفاع المدني، وعندما نحقق ونتقصى الأسباب نجد غياب وسائل السلامة تحتل مرتبة أولى في مسببات الحريق، ويثبت لدينا أنهم لم يستجيبوا لنداءات الدفاع المدني. • عمليا، ما هي خطتكم المستقبلية لحماية المدينة من كوارث الحرائق؟ لدينا مشروع متكامل يدرس الآن مع وزارة المياه، لتركيب شبكات مياه في كامل أحياء مدينة جدة، هذه الشبكة ستكون مخصصة لمواجهة الحرائق وتستخدم وقت الحاجة، وبالتالي تغني عن استخدام الوسائل التقليدية مثل الوايتات، ومن المقرر أن يكون هناك نقاط على مساحات محددة وفق مقاييس معتمدة عالميا تستخدم عند الحريق. الشبكة ستعمل بمعزل عن شبكة مياه الشرب، وسيكون لها خزانات مستقلة تعمل بالضغط وليس الكهرباء، لأنه عند حدوث حريق ربما تنقطع الكهرباء. • هل بدأتم فعليا، أين وصل المشروع؟ الدراسة متكاملة، وأعدها خبراء على مستوى عال من التأهيل من أفراد الدفاع المدني، تركز على كل الأحياء في جدة، وتعطي أولوية للمناطق الأكثر عرضة للحرائق مثل المنطقة التاريخية، جدة القديمة، المستودعات، الورش، وإلزام المباني الحديثة بضوابط متقدمة في مكافحة الحرائق. عمليا، تم البدء بالمنطقة التاريخية وهناك رغبة جادة وقناعة من قبلنا وحتى من قبل شركائنا وزارة المياه بأهمية هذا المشروع الذي سيكون مكلفا لكنه ضروري وحتمي. • بعد أن التهمت النيران نصيبا وافرا من المنازل الأثرية والتاريخية منها، لماذا تتركون هذا الكنز الأثري عرضة للحرائق؟ لا أعتقد أن هذه مسؤوليتنا المباشرة، نحن لا نفرق بين المناطق الأثرية وغيرها، النيران لا تعرف مثل هذا الأمر، الحريق الذي يندلع تتحرك له الفرق القادرة على التعامل معه وإخماده، المشكلة الرئيسة في المنطقة التاريخية لا تنحصر في غياب وسائل السلامة بل تصل إلى تعمد ملاك هذه المنازل الأثرية إلى تأجير البيوت لمقيمين ومخالفين غير مبالين بالكوارث المترتبة على ذلك، لدينا حقائق تؤكد أن مثل هذه الممارسات خاطئة تماما، وخلفت خسائر فادحة. لدينا توجه فعلي الآن، لاستصدار قرار من محافظة جدة بمنع تأجير المنازل الأثرية والاكتفاء بحمايتها وتهيئتها للزوار والسياح. • ماذا بشأن شبكة الإطفاء المركزية الجاري تنفيذها؟ لن تكون كافية ما لم يصاحب ذلك توفير وسائل السلامة، هذه الشبكة التي تعمل على تنفيذها أمانة جدة وبكلفة تجاوزت نحو 50 مليون ريال ستساعد فرق الدفاع المدني على استخدام الشبكة المركزية، لكن الأمر بحاجة إلى مزيد من الضوابط القاضية بمنع تأجير المساكن للمتخلفين والمخالفين، الحفاظ على المنطقة التاريخية يحتاج إلى ضوابط وتشريعات وهو ما نأمله حقا. • التهمت ألسنة اللهب الكثير من محتويات المنطقة الصناعية، الحوادث من هذا النوع متكررة ومبررات الدفاع المدني إما شبهة جنائية أو إهمال لوسائل السلامة، لماذا لا يتم نقل المنطقة الصناعية، ويتجنب التجار الخسائر؟ صدقا مسألة نقل صناعية جدة الخاصة بالهناجر والحديد لم تبحث بعد، توجهنا هو عزل كل ورشة عما جوارها بمبان خرسانية مقاومة للحريق، بهذه الطريقة نستطيع درء المخاطر، والحيلولة دون انتشار ألسنة اللهب للورش المجاورة. أسباب الحرائق، نحن لا نختلق الأعذار ولسنا طرفا في أي حريق، مهمتنا وقاية وإطفاء وهو ما نقوم به على أكمل وجه، نحيط المسؤولين في كل القطاعات بالأمور التي تشكل خطرا على الإنسان والمكان، ولدينا ما يثبت ذلك. • إذا هل ثبت في حرائق جدة وما أكثرها، شبهة العمل الجنائي؟ التجار وحتى أنتم كإعلاميين يعتقدون أن ثمة أسبابا جنائية وراء كل حريق، ونحن كدفاع مدني أنيط به مسؤولية التحقيق في أي حادث لا نغفل مطلقا مثل هذه الفرضيات، لدينا خبراء ومعامل وقدرات وتجهيزات على مستوى عال، ثبت في بعض الحرائق وجود عمل جنائي وتم إحالة أشخاص إلى الشرطة ومنها إلى القضاء مرورا بهيئة التحقيق والإدعاء العام، هذه مسؤوليتنا ونحن ننفذها بكفاءة واقتدار. • ولكن البعض يتحدث أنكم تتأخرون في مباشرة الحرائق؟ هذا الأمر غير دقيق مطلقا ولا أعتقد أن أحدا لديه ما يثبت عكس كلامي هذا، تلقي البلاغات يتم آليا في نظام حاسوبي بعيدا عن تدخل العنصر البشري، وعند مباشرة الفرق يتم تسجيل وقت الوصول للموقع، أجزم أن فرق الدفاع المدني تصل في مواعيد قياسية جدا، مقارنة بحركة المرور، وكثافة المركبات في الشوارع والميادين وضيق الأحياء التي تواجه آلياتنا صعوبة في الوصول إليها. • بعض أفراد الدفاع المدني وخصوصا الأفراد يتحدثون عن ضغط كبير في العمل نتيجة قلة الأفراد .. أين الحقيقة؟ لا أعتقد أن هناك قلة كبيرة كما تتحدث، وجميع العاملين في مدينة جدة التي أصبحت مدينة كبيرة وتتوسع أفقيا ورأسيا يعملون على ثلاث ورديات، أي بمعدل ثماني ساعات لكل وردية، وهي ضمن المعدلات الطبيعية، أما في شأن التجهيزات فقد وفرت حكومة خادم الحرمين الشريفين دعما كبيرا للدفاع المدني وأصبح هذا الجهاز يمتلك أحدث التقنيات الموجودة في العالم سواء من حيث عربات الإطفاء أو الإنقاذ أو البحث والتنقيب، وأقول جازما إن الأحداث التي شهدتها جدة أخيرا ومنها السيول أو حتى الحرائق أثبتت فعالية وكفاءة الجهاز ومقدرة أفراده.