حمّل مدير إدارة التأهيل العمراني في المنطقة التاريخية الدكتور عدنان عدس «الإدارات السابقة» مسؤولية عدم الحفاظ على هذه المنطقة التاريخية في وسط جدة، وقال ل «الحياة»: «إن الإدارات السابقة للمنطقة التاريخية لم تعمل على صيانتها، وترميمها لفترات طويلة امتدت إلى 30 عاماً، مما أسهم في تدهور مبانيها، الأمر الذي أدى إلى نشوب عدد من الحرائق داخلها»، في وقت لم ينكر المدير السابق للمنطقة التاريخية سامي نوار مسؤولية إدارته عن عدم إيجاد حلول شافية لإشكالية هذه المنطقة على مدار 20عاماً مضت، واستدرك قائلاً: «نحن لا ننأى بأنفسنا عن تحمل جزء من المسؤولية لما يحدث حالياً من حرائق داخل المنطقة التاريخية، ولكن تلك المباني تعتبر ملكية خاصة، وتحت تصرف أصحابها، ونحن كأمانة نحترم الملكية الخاصة». وعلى رغم ذلك، عاد الدكتور عدس ليؤكد أن مسؤولية ما يحدث حالياً في المنطقة التاريخية، لا تقع بشكل مباشر على الإدارة السابقة، بل إن إهمالها تسبب في تسجيل استخدامات سيئة للمباني سواء من ملاكها الذين حولوها إلى مستودعات للبضائع أو من قبل المستأجرين الذين لم يراعوا قيمتها التاريخية، واستخدموها بشكل سلبي سواء كان ذلك عبر التمديدات الكهربائية العشوائية أو خلافها. من جانبه، اعترف المدير السابق للمنطقة التاريخية سامي نوار بمسؤولية إدارته عن عدم حل مشكلة المنطقة التاريخية خلال فترة عملها، ويمضي بالقول: «نحن لا ننأى بأنفسنا عن تحمل جزء من المسؤولية»، لكنه في الوقت ذاته يؤكد أن المسؤولية لا تتحملها إدارته بمفردها، «بل إن أهالي وملاك تلك المنازل يتحملون الجزء الأكبر منها، وقال ل «الحياة»: «حاولت خلال فترة عملي في أمانة جدة كمدير لتلك المنطقة عمل نشاطات توعوية خصوصاً للأهالي وملاك تلك المباني، بهدف توعيتهم بأهمية المنطقة تاريخياً، مع تنفيذ عدد من المهرجانات السياحية». وبين نوار أن الملاك يتحملون إهمال هذه المنطقة لعدم صيانتهم لها، حيث لم يوفوا بما تتطلبه المنطقة من شروط متعلقة بالأمن والسلامة، موضحاً أن ذلك أسهم في رداءتها وتكرار نشوب الحرائق بها، وقال: «طبيعة المباني في المنطقة التاريخية وكثرة الخشب فيها تجعلانها سريعة الاحتراق، إضافة إلى أن استخدام أدوات رخيصة الثمن سواء في تمديدات الكهرباء أو أدوات الطبخ من قبل المستأجرين في تلك المباني فاقم المشكلة». في المقابل، أوضح مدير إدارة الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله جداوي أن التحقيقات لا تزال مستمرة لمعرفة أسباب الحرائق في المنطقة التاريخية، وقال ل «الحياة»: «إن السبب في تأخر التحقيقات هو عدم حضور غالبية ملاك المنازل التي نشب فيها الحريق والبالغ عددها 12 منزلاً». وأضاف: «أخذنا إفادة اثنين فقط من ملاك تلك المنازل، في حين لم نتمكن من أخذ بقية الإفادات من العشرة الآخرين، بسبب عدم تجاوبهم مع إدارة الدفاع المدني». مشيراً إلى أن إدارته لديها عدد من الإجراءات التي ستتخذها قريباً في ما يخص المنطقة التاريخية، وقال: «يتم حالياً عقد عدد من الاجتماعات الهادفة إلى وضع تدابير وإجراءات لحماية المنطقة التاريخية من حدوث حرائق مجدداً».