يجسد الفنان جابر الفهمي الخوف وعبق التاريخ في لوحته الواقعية «بقايا صيد». وتبرز في لوحته دلالات البحر عبر مفهوم يتشكل في فضاءات اللوحة، حيث تصدح ألوان قوس قزح الممزوجة بالخوف من البحر، وقد بدت الزرقة وثنايا التموجات لتذكر بأصالة البحر، وأنه منبع الحياة، فنقل جابر كل ما لا تراه العين من منظر خلاب للبحر بألوان زادت اللوحة جمالا ورونقا، ناقلة حسه الفني المتأثر بالإرث الخليجي وعشق أبناء الخليج للبحر والصيد وفق أسلوب يخصه كفنان شرقي متمرس. تغلغل الفنان في النسيج الداخلي للمجتمع الخليجي ليوثق ويعكس استجابه إنسانية كونية تعبر عن عادات وتقاليد، مستخدما الأسلوب الواقعي لاستخلاص الجوهر الحقيقي للألون والأشكال، ولتعميق رسالته الفنية بحياة الغواصين في زمان كان فيه الخطر ملازما لكسب قوتهم في الصيد. المفهوم الآخر للوحة تمثل عبر إدخال ألوان حارة على هدوء زرقة البحر، عاكسة التحدي والمخاطر التي كانت تلازم الصيادين، وأنه لا يمكن استشراف حالة البحر، ليمنح المتلقي إحساسا بالخوف من التوغل في عالم البحار، وليستوعب تشكيلة من الأسلوب الفني ويمزجها بأسلوبه الخاص، فتبرز فى أعمال تعبر كلياً عن نفسه، وعن المجتمع والثقافة التي كونت وشكلت موهبته. اللوحة عند جابر دراما فنية متكاملة، بألوانها الحارة تارة والباردة تارة أخرى، يتفنن بها بتقنيته المعروفة، وواقعيته التي تلامس شغاف الإحساس والوجدان دون استئذان، سعياً وراء استنباط مكامن الجمال وتصوير كل المظاهر الفنية التي تميز البيئة البحرية، بلوحات يحفظها المجتمع ويحفرها في مخيلته وذاكرته. وجد نفسه شغوفا ومشدودا للتعبير عن الواقع بما فيه من جمال ومخاطر، من أشكال وأجسام، من كتل وألوان، تقوده مشاعره وأحاسيسه الداخلية للتعبير عن ذلك بواسطة الاتجاه الواقعي التعبيري المرموز أحياناً، وذلك لتضمين اللوحة الفنية بعض الرؤى الفكرية والقيم الجمالية التي يراها. له مشاركات عدة في معارض جماعية داخل المملكة، وحاصل على العديد من الجوائز والهدايا والاوسمة التقديرية.