من مملكة البحرين بين طبيعتين مختلفتين.. الماء والصحراء.. بين زرقة البحر وألوان الطيف في رمال الشواطئ وجدت الفنانة ميساء بنت سلطان السويدي منابع ومصادر الإلهام، بيئة طبيعية واجتماعية، وإحساس بالحياة الجميلة في أحضان مجتمع يسوده الحب، جمعت واستخلصت مشاهد كثيرة رصدتها عبر اللوحة والقصة، منحت قراء جريدة (الجزيرة) عبر صفحتها التشكيلية مساحة من البوح الإبداعي لتعرف بمسيرتها وتجربتها الفنية وتعرف بنفسها قائلة إنها بحرينية.. حاصلة على شهادة البكالوريوس في الرياضيات وعلم الحاسب الآلي ودبلوم الدراسات العليا في الإدارة من جامعة البحرين بامتياز ومؤخرا أنهيت دراسة الماجستير في إدارة الأعمال بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة نيويورك، تعمل مراقبة نظم المعلومات في مصرف البحرين المركزي في إدارة تقنية المعلومات، وتكمل إجاباتها على أسئلتنا كالتالي: متى كانت بداية ممارسة الرسم؟ - وجدت نفسي بين ألوان الحياة، حاولت أن أجمع الألوان لأشكل منها لوحة تعبر عني ووجدت في الفن التشكيلي ترجمة لمشاعر تسكن المرأة الفنانة والإنسانة بجميع مجالاتها، أحب العلم والتعلم، وجادة ومثابرة.. أحب الإبداع باللون والحرف، ما زلت في بداياتي والرسم بالنسبة لي هواية. وتضيف: لا أستطيع أن أحدد تاريخا بعينه في رحلتي مع الألوان والإبداع لأنه كان على مراحل مختلفة وبأشكال متنوعة، فالرسم هواية مارستها منذ الصغر إلى أن اتجهت إلى عالم اللوحة الفنية التي أسرتني بجمالها وتعاملت معها بالفطرة في البداية، حين كنت أزور صديقتي التي تحترف الرسم في مرسمها الخاص وبهرني ما رأيت، ومن خلالها نما حبي للفن التشكيلي وقررت أن أتعلم أكثر على يد متخصصين لأن الفنان في وجهة نظري ليس موهبة فحسب إنما فكر وثقافة وجهد ومثابرة. كيف تمت تنمية الموهبة لديك؟ - أمارس الرسم كهواية محببة إلى قلبي ومن أجل تطوير مهاراتي الفنية حضرت العديد من الدورات التدريبية وورش العمل المختلفة مع متخصصين في داخل وخارج البحرين، منها ورش أقيمت في متحف البحرين الوطني بإشراف فنانة فرنسية من متحف كاي برانلي الفرنسي بعنوان (أقنعة وجمال الروح) وورشة أخرى أقيمت على هامش معرض خاص للفنانة الأمريكية كارن قاندرسون. ) هل لك هوايات أخرى غير الرسم؟ - أعشق القراءة وأحب الكتابة ولي مجموعة قصصية خاصة للأطفال تعنى بتطوير مهارات الذكاء العاطفي للأطفال ستنشر قريبا بإذن الله تعالى. نود معرفة أهم ما تتميز به لوحاتك؟ - الفنان يرسم أحب الأشياء إليه وأقربها لنفسه ففي الأعمال الفنية تجسيد لواقع وتراكمات تمر بالفنان، عن نفسي فقد بدأت برسم ما بداخلي من إحساس وأفكار وتساؤلات كثيرة محورها الأساسي في الغالب هو المرأة. وما يميز لوحاتي أني استخدم خامات مختلفة غير اللون الاكريلك فأنا أرسم بالفحم وأضيف القماش والورق لإثراء اللوحة الفنية والتعبير عن الفكرة بأفضل طريقة ممكنة. بماذا توحي لوحاتك؟ - من خلال لوحاتي أقيم جسراً بيني وبين المتلقي دون أي حواجز أو مرايا تعكس حقيقة الواقع فاللوحة مرحلة أعيشها لإسقاط ما في داخلي في الفضاء الأبيض لأكتبه باللون تارة وبالحرف تارة أخرى. ومواجهة اللوحة البيضاء يتطلب الشجاعة خصوصا في البدايات. وجاءت ثيمة المعرض السنوي لهذا العام لتوافق ما أرسم فلم أجد صعوبة في اختيار اللوحة التي سأشارك بها ورسمت بعفوية لأعبر عن النور الذي ينبع من أعماق المرأة وإن حجبها الظلام. ) متى تكتمل اللوحة؟ - تكتمل اللوحة حين لا يكون هناك إضافة لجعلها أفضل.. هناك لوحات قد تكتمل في أيام ولوحة أخرى تبقى شهوراً في كل مرة أضيف إضافة بسيطة لها لتكتمل يوما ما. كم مرة شاركتي في المعارض؟ - كانت البداية مع مجموعة جمال الشباب بتوجيه من الدكتوره رقية علواني وهي مجموعة من الشباب النشيط تعمل على تقريب الفن لكافة فئات المجتمع بأخذه إلى الناس وليس العكس من خلال معارض تقام في المجمعات التجارية، ومعارض جمعية الفنون التشكيلية ومعارض جامعة البحرين، والمعرض التشكيلي الأول لفنانات البحرين عام 2011 حيث شاركت أكثر من ثلاثين فنانة بحرينية، وها أنا الآن في أهم معرض سنوي وهو المعرض الثامن والثلاثون للفنون التشكيلية المقام في متحف البحرين الوطني الذي يعتبر الأهم لأنه يحضى برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان الخليفة رئيس الوزراء الموقر، كما شرفتنا صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم الخليفة قرينة ملك مملكة البحرين بزيارة خاصة للمعرض. ) ما مدى استيعاب الجمهور لفنك؟ - عندما تتوافر عناصر الصدق والأمانة في التعبير عن فكرة العمل تصل اللوحة للمتلقي، فالعمل الفني تعبير عن وجدانية الفنان والفنان يؤثر ويتأثر، والإحساس بالعمل مختلف من شخص لآخر فعملية الإحساس ذاتية تختلف نسبتها من متلق إلى آخر وكل حسب إدراكه ومدى ثقافته الفنية والفلسفية. ما هي الرسالة التي يتضمنها فنك التشكيلي؟ - الفن التشكيلي صورة من صور تطور ورقي الشعوب وهو نوع من أنواع الإبداع، وفي كل زمن كان للفن رسالة ورؤية والفن التشكيلي في البحرين له تاريخ عريق ويحظى برعاية واهتمام من الحكومة والأشخاص وجمعيات الفنون التشكيلية. مع العلم بوجود نشاط واضح وملحوظ في مملكة البحرين خصوصا بعد إعلان المنامة عاصمة الثقافة العربية لعام 2012 ووجود شخصية ثقافية بارزة في البحرين متمثلة في معالي الشيخة مي بنت محمد الخليفة وزيرة الثقافة فتح آفاقا واسعة خصوصا للشباب لإبراز مواهبهم الفنية. معرض خاص بك؟ - فكرة طبعا إقامة معرض خاص موجودة لكن مؤجلة لأني ما زلت في بداية الطريقة ومحاولة إيجاد بصمة خاصة تعبر عن فني، وأكتفي حاليا بالمشاركات في المعارض المشتركة. طموحات الفنانة ميساء السويدي؟ - طريق الألف ميل يبدأ بخطوة وأنا أعتبر نفسي في بداية الخطوة الأولى لأن عالم التشكيل بحر واسع لا يحد بمساحة أو فترة زمنية ومفرداته في الحياة كثيرة ولا يمكن للفنان أن يقف عند نقطة معينة ففي كل مرة تنشأ أفكار جديدة وتقنيات أخرى لم نجربها بعد. طموحاتي كثيرة وواسعة منها عمل معرض تشكيلي شخصي تكون فكرته مميزة وفريدة والانتشار على المستوى المحلي والخليجي وحتى العالمي لتمثيل المرأة المسلمة العربية. وبرغم أني ما زلت في أول مشواري التشكيلي إلا أني ولله الحمد حظيت بتشجيع واهتمام من قبل فنانات البحرين وتم اختيار لوحاتي لتكون على أغلفة أربع كتب منها رواية وكتاب شعر ومسرحية وكان هذا أكبر تشجيع فوجود اللوحات على أغلفة الكتب يوصلها لفئة أكبر من التي تحضر المعارض الفنية.