حذر رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، أمس من قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، باعتبار الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم وأسوار القدس القديمة تراثاً يهودياً إسرائيلياً، لافتاً إلى أن هذا القرار قد يؤدي لحرب. ووصف عباس في كلمة له أمام البرلمان البلجيكي، القرار بأنه استفزاز خطير ويهدد بحرب دينية، لافتاً إلى أن القرار الإسرائيلي جاء بعد مطالب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، من نتنياهو القيام ببعض إجراءات حسن النوايا تجاه الجانب الفلسطيني، وفق مفوضية الإعلام والثقافة التابعة لفتح. ودعا إلى دور سياسي فاعل للاتحاد الأوروبي مكمل للدور الأمريكي، محذراً بأن التأخير والتسويف سيقوض فرص السلام ويدخل المنطقة في دوامات جديدة من العنف. وأردف قائلا: «لقد وصلنا إلى مرحلة حرجة جدا تستدعي عملاً دولياً منسقاً ومكثفاً، فالاستيطان يجب أن يتوقف لأنه مقتل لعملية السلام ومناقض لالتزامات إسرائيل بموجب المرحلة الأولى من خارطة الطريق والاتفاقات الموقعة». وأكد رئيس السلطة الفلسطينية أن توقف المفاوضات لم يكن نتيجة رفض الجانب الفلسطيني لها بشكل مطلق، وإنما بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية لما كان قد اتفق عليه سابقاً. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أعلن الاثنين ضم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، ومسجد بلال بن رباح في مدينة بيت لحم إلى التراث اليهودي العالمي، ما أدى لاندلاع مواجهات وإدانات عربية. من جهته، وصف النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي، سيلفان شالوم موقف رئيس السلطة الفلسطينية من المواقع المشمولة في «التراث الإسرائيلي» بأنه وقاحة وفضيحة هدفها تشويه التاريخ وقطع الصلة بين أرض إسرائيل والشعب الإسرائيلي. وقال شالوم «إن هذه الصلة يعود تاريخها إلى ما قبل 3700 عام»، وفقاً للإذاعة الإسرائيلية. من جانبه، اتهم عضو الكنيست، جمال زحالقة، إسرائيل بالقيام بخطوات أحادية الجانب ونقلها رسالة إلى الفلسطينيين مفادها أن المواقع الدينية في المناطق جزء من دولة إسرائيل. ورأى زحالقة أن مكانة المواقع المقدسة يجب أن تحدد ضمن عملية التفاوض في الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل بتكريس الحقائق ميدانيا.