يشهد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الليلة توصيات مؤتمر «الإيدز والإعلام» الذي دعت إليه الجمعية السعودية لمرضى الإيدز، وذلك بحضور ومشاركة كوكبة من الإعلاميات والإعلاميين، ومن أبرز التوصيات المتوقع صدورها هي تعزيز الجهود الإعلامية المحلية كافة لمواجهة الإيدز عبر التوعية بكيفية الوقاية منه وإبراز أضراره والكوارث النفسية الناتجة عن الإصابة به. إنكار الإيدز وبدأت البارحة أنشطة جلسات المؤتمر، بورقة عمل لرئيس تحرير شمس خالد دراج، شدد فيها على أهمية دور وسائل الإعلام في القضاء على إنكار وجود الإيدز في المجتمع وعدم إلقاء اللوم على المصابين بالمرض وتحسين الصورة السلبية، وضرورة أن تستوعب رسالة الإعلام ذلك الخطر في ظل تزايد الحالات وعدم وجود علاج لهذا المرض. وأضاف «على مستوى الإعلام كانت هناك أخطاء جسيمة ونحن في المملكة نعتبر الأقل من ناحية الإصابة بالمرض ولكن الرقم مقارنةً بالعادات والتقاليد يعتبر مخيفاً ففي عام 2008 سجلت أكثر من 1200 حالة، تسعون في المائة منها سجلت عبر الاتصال الجنسي غير المشروع». وشدد دراج على أهمية أن يستوعب المجتمع أي مريض عضوياً أو نفسياً لا سيما أن مجتمعنا محافظ. الرسالة الإعلامية وعن الرسالة الإعلامية أكد دراج أن الصورة في مجملها لا تمايز في الرسالة الإعلامية في التخصصات المختلفة لأن المبدأ واحد والاختلاف يكمن في التفاصيل، إذ أن المهنة تحكمها تقاليد وأعراف وقواعد المهنة بحسب الأغراض الاجتماعية التي يجد الإعلام نفسه مطالبا بصورة أخلاقية في تحقيقها. وتحدث دراج عن أبرز التحديات التي تواجه الرسالة الإعلامية، موضحا أنه يجب على وسائل الإعلام التعامل بحرفية مع المرض، لذلك يجب القضاء على إنكار وجود الإيدز في المجتمع وتجاوز لوم المصاب والوقوف معه إضافة إلى المساهمة في تحسين صورة المصاب وتجنب تضليل المعلومات، وحث الجميع على إجراء فحوصات المشورة، وتفعيل دور وسائل المعلومات في مكافحة المرض، واستيعاب الحقائق الصحيحة بشأن انعكاس انتشار المرض على الاقتصاد واستنزاف موارد الدول. تجنب التضليل وتناول الكاتب والإعلامي خلف الحربي، في ورقة عمله أهمية المعلومة ومدى مصداقيتها، وضرورة تقديم التقارير، وتجنب تضليل المعلومات، والحث على إجراء الفحوص والمشورة. وأضاف «في أحيان كثيرة تأتي المعلومة من خلال مجموعة من الحقائق وإعادة تركيبها كي تتوافق مع فكرة مسبقة في ذهن المحرر فيتم إبراز بعض الحقائق الصغيرة وتهميش الحقائق الأخرى للوصول لحقيقة جديدة تخالف الواقع وهذا تلاعب بذهن المتلقي لتوجيهه نحو حقيقة لا تمت للواقع بصلة». ويواصل الحربي «للأسف الشديد مرض الإيدز تعرض لتشويه إعلامي لأسباب سياسية وثقافية واقتصادية ومهنية مختلفة من خلال تضخيم المعلومة والهامشية وطمس الهام منها حول المرض، بل تمرير بعض المفاهيم والمعلومات المغلوطة بصورة لا تخدم الجهود الرامية إلى الحد من انتشار المرض مما يشكل ضرراً بالمساعي النبيلة الهادفة لدعم المتعايش مع المرض ودمجه في المجتمع. الدور الإعلامي وحول الدور الإعلامي أكد الحربي أن وسائل الإعلام أسهمت بشكلٍ كبير في تعميق الوصمة ضد الحالات المصابة وعززت فكرة الترهيب من المرض ونبذ المصاب لكن أسوأ رسالة قدمتها وسائل الإعلام هي محاولة الربط الدائم بين الإيدز والسلوكيات الخاطئة انطلاقاً من ظروف اكتشافة في مطلع الثمانينات. وفيما يخص الأسباب التي دعت لتزييف التقارير وتهميشها يقول الحربي: إن الاعتراف بوجود المرض يعني تزايد الاحتمالات بالإصابة مما يؤدي لأضرار اقتصادية مثل القطاع السياحي وأسهم منهج الإنكار في بطء التشريعات المتعلقة بإلغاء التمييز ضد الحالات المصابة ونقص الميزانيات المخصصة للرعاية الصحية وتراجع برامج التوعية. توعية الجمهور وأكد الحربي، على أهمية بناء حوار بين المؤسسات الحكومية والإعلامية والجمعيات الأهلية لإعادة إنتاج الرسائل الإعلامية المتعلقة بالمرض بحيث تساهم في توعية الجمهور بحقيقة المرض وذلك عبر الرسائل الإعلامية، وأضاف من المهم إيجاد تشريعات متعلقة برعاية الحالات المصابة ومن المهم أيضاً تمسك وسائل الإعلام بالمهنية وتناول المواضيع الطبية بجدية بعيداً عن الاستخفاف. قصص النجاح واستعرض رئيس تحرير المجلة العربية الدكتور عثمان الصيني، في محاضرته جانب تحسين معنويات المجتمعات المحلية في الاستجابة للإيدز مسلطا الضوء على قصص النجاح ومبادرات المجتمعات المحلية والعالمية، ودور المنظمات غير الحكومية في المجتمع والفوائد التي تعود منها. احتياجات المجتمع وتناول الكاتب والإعلامي صالح الشيحي، في ورقته موضوع الإيدز واحتياجات المجتمع العربي مقارنة بين احتياج المجتمع العربي والمجتمعات الخارجية في أساليب الطرح والمعلومات المتداولة. في قضية الإيدز ورش العمل وتضمنت أنشطة المؤتمر البارحة ورش عمل بمشاركة متعايشين مع الإيدز، تناولت الورشة الأولى موضوع تعزيز الموقف الإيجابي تجاه الحياة والتغيرات السلوكية الصحية (د.أنمار مطاوع، منال الشريف، عبدالله الجفن، د.محمد السيد، مصطفى صبري، د.فاروق فضل الله). وتطرقت الورشة الثانية لموضوع الخوف من الإيدز وكيفية التعامل معه (قينان الغامدي، مها العقيل، محمد العكاس، د.طارق المدني، د.مروان باكرمان، د.سهيل صوان). وتناولت الورشة الثالثة موضوع تحديد المسؤولية الفردية والجماعية لمكافحة وصمة العار والتمييز ضد المصابين والمساهمة في حماية المجتمع (د.سعيد السريحي، حليمة مظفر، د.هناء بخش، اللواء م مسفر الزحامي، ماجدة أبو راس). توصيات أوصت ورش العمل البارحة، على إلزام الوسائل الإعلامية في استقطاب المعلومات من مصادرها الصحيحة، تخصيص إعلاميين من كل صحيفة متخصص في المجال الصحي، تدعيم التغطيات والأخبار الصحية المتعلقة بمرضى الإيدز، احترام خصوصيات مرضى الإيدز، عدم تداول أخبار مرضى الإيدز الشخصية في وسائل الإعلام.