عرى عضو الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الإيدز المستشار مصطفى صبري المنتمين إلى القطاع الخاص متهماً إياهم بالعزوف عن واجباتهم تجاه مجتمع تشير آخر الإحصاءات إلى ارتفاع نسبة مرضى الإيدز فيه بشكل ملحوظ. وألمح إلى احتمال إحجام «الجمعية» عن الضلوع بواجباتها نتيجة شح الدعم المادي من رجال الأعمال، وقال ل «الحياة»: «لن تقوم لجمعيتنا قائمة إذا لم تجد الدعم المادي لإكمال رسالتها في التوعية ومكافحة مرض الإيدز، وعلى وسائل الإعلام تحمل دور كبير لنشر الحقيقة والمعلومة والتثقيف بالمرض». وطالب صبري المجتمع بتغيير النظرة لمريض الإيدز خصوصاً وأن هناك أكثر من وسيلة لانتقاله، ما يجعل بعض المرضى غير مسؤولين عن إصابتهم، رغم حرصهم على عدم الإفصاح عن إصابتهم نتيجة الخوف من النظرة المجتمعية. وتخوف في حديثه خلال المؤتمر العالمي للإيدز من تحول توصيات المؤتمر إلى «حبر على ورق»، وطالب بتفعيلها على أرض الواقع. وعلى ذات الصعيد، أكد رئيس تحرير جريدة شمس الزميل خالد دراج على لعب الإعلام دوراً كبيراً في التوعية بهذا المرض، ما أدى إلى اختلاف التعامل والتعاطي مع الأعداد والإفصاح عنها بعد أن عتم عليها سابقاً. وأضاف: «تشير آخر إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى إصابة أكثر من 17 ألف شخص بالإيدز يشكل السعوديون منهم 3538 حالة، وبلغت الحالات الجديدة التي سجلت حتى نهاية 2008م 1274حالة، إذ تبلغ نسبة المصابين من طريق الاتصال الجنسي 90 في المئة، وتنوعت أسباب الإصابة لبقية المرضى». إلى ذلك، قدم الإعلامي والكاتب خلف الحربي ورقة عمل عنونها ب «المفاهيم المغلوطة حول الإيدز في وسائل الإعلام» في الجلسة الثانية لمؤتمر يوم الإيدز العالمي «الإيدز والإعلام». فند خلالها ارتباط الرسالة الخاطئة بالمعلومة الكاذبة، كونها تأتي في أحيان كثيرة من خلال إعادة ترتيب مجموعة من الحقائق لتتوافق مع فكرة مسبقة، ما يؤدي إلى إبراز بعض الحقائق الصغيرة وتهميش حقائق أخرى. وشدد على خطورة منهج التحريض ضد المرض الذي وصفه بأنه أشد خطورة من منهج الإنكار. وأكد حاجة وسائل الإعلام والجهات الحكومية والأهلية إلى صناعة حوار لإعادة إنتاج الرسائل الإعلامية المتعلقة بالإيدز تحارب التمييز ضد الحالات المصابة. وكان اليوم الأول للمؤتمر شهد خمس جلسات عن الرسائل الإعلامية والإيدز والوصول إلى الحقائق وتعزيز الإيجابيات حوله، ومدى احتياجات المجتمع العربي، بينما تضمنت الجلسة الخامسة ورش عمل شارك فيها متعايشون مع الإيدز.