كشف ل «عكاظ» قادة الدفاع المدني في الحج عن دراسة أنظمة ذكية تعمل آلياً لمكافحة الحرائق داخل أنفاق المشاعر المقدسة، وحشد كل الطاقات لتوفير السلامة والأمان لضيوف الرحمن بما يمكنهم من أداء نسكهم في يسر وسهولة وأمان. وأوضحوا أنه تم وضع الخطط لمواجهة كل الأخطار المحتملة في الحج، مؤكدين أن شبح الحرائق هو الهاجس الأكبر والتحدي الرئيس، يليها حوادث السيول والغرق. وذكر قادة الدفاع المدني في منتدى «عكاظ» في المشاعر المقدسة أن جميع الخطط جاءت بناء على دراسات وتجارب دقيقة تكفل لهم تحقق النجاح على أرض الواقع. • ما أبرز الأسس في خطة الدفاع المدني في خطتها العامة؟ اللواء سليمان العمرو: تعتمد إدارة الدفاع المدني عند وضع أية خطة على الدراسة والتحليل للمخاطر المتوقع حدوثها ليتم وضع الحلول الناجعة وفق ما يتطلبه الخطر وحشد القوى البشرية والآليات، وفق أولويات المخاطر التي تتقدمها الحرائق ثم حوادث السيول المنقولة والأمطار. • فيما يتعلق بالمخاطر المحتمل وقوعها، أشرتم إلى أن الحرائق تحتل المرتبة الأولى في المنطقة المركزية في مكةالمكرمة، ألا تشكل المشروعات المتعددة الجاري تنفيذها مخاطر محتملة؟ اللواء سليمان العمرو: جميع هذه المستجدات أخذت في الاعتبار، ولم يقتصر ذلك على المنطقة المركزية كذلك المشاعر المقدسة، لذا رصد لها أدوات سلامة تتناسب مع طبيعة الموقع بحسب الخطر المتوقع حدوثه سواء أكان حريقا أم سيولا أو غيرها، إن وجود الخيام التقليدية في مشعر عرفة ما زال هاجسا يؤرق رجال الدفاع المدني مع وجود أدوات السلامة المتطورة كشبكات الرش وتقسيم المشعر لمربعات يسهل على المراكز التواجد وقت الحدث بشكل سريع، إن تزامن فترة الأمطار مع موسم حج هذا العام يعتبر تحديا لذلك تم وضع تصور لهذا الحدث بحيث جرى وضع آلية في حال ظهور أي مؤشر خطر يتم تمرير هذا التحذير إلى الجهات المسؤولة المعنية كافة، ورجال السلامة تم توزيعهم بشكل يضمن مستوى عاليا من السلامة في المواقع المقصودة وفي المخيمات. إن تواجد الحشود البشرية بشكل مكثف في بعض المناطق يشكل أحد اهتمامات رجال الدفاع المدني التي أخذت بعين الاعتبار في دراساتها وخططها وأعد لها خطة استباقية تبدأ من توسيع مناطق الكثافة وإيجاد قنوات عبور آمنة. • في رمضان الماضي، تم ربط مشروع وقف الملك عبد العزيز في المنطقة المركزية بغرفة العمليات في الدفاع المدني بشكل آلي، ما مدى تقييم هذه التجربة وكيفية تطبيقها على كافة مباني إسكان الحجاج في مكةالمكرمة؟ العميد جميل أربعين مدير إدارة العاصمة المقدسة: التجربة أثبتت نجاحا كبيرا ما دعا إلى الرفع بشكل سريع إلى إمارة المنطقة وأخذ الموافقة على ربط المشاريع القائمة والمستقبلية بجهاز الإنذار الآلي مع غرفة العلميات في العاصمة المقدسة ليتم على الفور نقل الفرق إلى موقع الحدث بالاستعانة بالمصور الفضائي لتحديد الموقع، إسكان الحجاج سيتم ربطه بأجهزة الإنذار الصوتية إلا أنه غير إلزامي بل يكون اختياريا لصاحب المنشأة تمهيدا لتطبيق أنظمة الربط بشكل يضمن السلامة بشكل كامل، بعد أن تم تطبيق ربط موقع السكن على المصور الفضائي لدى غرفة العمليات في الدفاع المدني بشكل إلزامي قبل إصدار التصريح، والربط الإجباري لنظام الإنذار الآلي كان للمباني الحكومية وبعض القطاعات ذات الكثافة البشرية كدور العجزة والأربطة وغيرها، وحتى الآن تم إلحاق أكثر من 500 منشأة ما بين إسكان ومبان حكومية ومشاريع، وما زال الباب مفتوحا، وهناك 63 مؤسسة سلامة معتمدة لدى إدارة الدفاع المدني تم تدريب جميع أفرادها على كيفية الربط الصحيح لأجهزة الإنذار الصوتية في غرفة عمليات الدفاع المدني. اللواء سيلمان العمرو كشف أن هذا النظام يجري العمل على تطبيقه في كافة المناطق الحيوية في جميع مدن المملكة من مصانع ومنشآت وأجهزة حساسة وغيرها. • موسم حج هذا العام يمر بأزمة وباء انفلونزا الخنازير، ما التدابير الوقائية بجهاز الدفاع المدني في هذا الشأن؟ اللواء سليمان العمرو: وزارة الصحة هي المعني الأول بمتابعة ومكافحة هذا الوباء، ولا يخلي ذلك مسؤوليتنا في قطاع الدفاع المدني كوننا ركنا يقوم عليه جزء كبير من مهام الحج من ناحية السلامة، ولدينا احتكاك مباشر بجمهور كبير في المشاعر ومكة، لذا حرصت الإدارة العامة للدفاع المدني على إيجاد مناطق عزل داخل مراكز الإيواء المنتشرة في المشاعر وأخذ التدابير اللازمة التي أوصت بها وزارة الصحة من خلال ورش العمل المشتركة مع بقية الأجهزة المعنية والقيام بالدور المساند في هذه المهمة، كنقل المصابين وتأمين مناطق عزل وتوفير قوى بشرية تنظيمية للفرق المكلفة بتنفيذ التوصيات وتعزيز الجانب الوقائي لدى العاملين في قطاع الدفاع المدني للقيام بدورهم على الوجه الأكمل من خلال توفير الأقنعة والمعقمات وإيجاد غرف عزل خاصة بالعاملين في الدفاع المدني لدى المراكز المنتشرة داخل المشاعر والعاصمة المقدسة. • هناك دراسة لقياس نسب التلوث داخل الأنفاق، متى يتم تطبيقها وما آلية العمل في هذه الدراسة؟ العميد فهيد الفايدي: القيادة في منى ليست معنية بشكل مباشر في هذا المشروع، لكنها تعمل على مراقبة ورصد مباشر لمستوى التلوث داخل الأنفاق، فإذا وصل للحد غير المسموح به يجري التنسيق مع غرفة العمليات في القيادة والسيطرة لتقوم بتنفيذ الخطط المعدة بوقف التفويج، أو عمل خطط الإخلاء وغيرها من الإجراءات وفق الوضع الراهن للأنفاق نتيجة لعدم وجود رصد مباشر من قبل غرفة عمليات القيادة والسيطرة لها. اللواء سليمان العمرو: الإدارة العامة للدفاع المدني قامت بالتعاون مع جهات عدة بدراسة لرصد متطلبات الأنفاق من الإجراءات الوقائية ووضع أجهزة استشعار داخل الأنفاق وعددها 58 نفقا بين سير ومشاة في المشاعر والعاصمة المقدسة ليتم ربطها بغرف القيادة والسيطرة التي تتسلم مهام التنسيق مع رجال المرور والأمن عند بروز أي عارض خطر تنقله أجهزة الاستشعار، ومنها إغلاق النفق لحين إزالة المسببات على مستخدمي الأنفاق، وكذلك الرفع بالدراسة التي تتولى عملها أمانة العاصمة المقدسة إلى الجهات العليا لاعتمادها وطرحت كذلك في اجتماع لجنة الحج المركزية الأخير وسيتم طرحها خلال سنة من الآن بحيث تكون جاهزة للتنفيذ على أرض الواقع. العميد جميل أربعين: إن إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة قامت بالبدء الفعلي للدراسة بعد أن حضر لدينا الاستشاري الخاص بالدراسة، وتم تزويده بالأنظمة الذكية المطلوب إيجادها داخل الأنفاق، وجعلت متطلبات الدراسة وفق معايير عالمية ذكية بحيث يتم تزويد الأنفاق بالآليات، إطفاء وتنقية، تعمل آليا من خلال أجهزة الاستشعار داخل النفق، ويرتفع مستوى عمل هذه الآليات مع ارتفاع نسبة التلوث داخل الأنفاق وطرق المشاة المغلقة داخل المشاعر المقدسة والطرق المؤدية للحرم المكي، وشملت الدراسة معرفة مدى خطر نسبة هذا التلوث وأبرز مكوناته وكيفية التخلص منه أو التقليل من مخاطره، وأن الدراسة أسفرت عن وجود أسباب عدة للتلوث، أولها؛ عوادم السيارات وثانيها دخان الحرائق، إضافة للتلوث الطبيعي نتيجة الكثافات البشرية داخل المناطق المغلقة وتم التوصل لحلول تم تطبيق البعض منها كضخ أجهزة تصريف الهواء وتجديده على فترات متفرقة.
قيادات الدفاع المدني:
اللواء سليمان العمرو: قائد قوات الدفاع المدني في الحج. اللواء محمد عبد الرحمن الغامدي (مساعد قائد قوات الدفاع المدني في الحج لشؤون العمليات). العميد عبد الله جداوي (قائد قوة الدفاع المدني في مشعر عرفة).
العميد حسن علي القفيلي (قائد قوة الدفاع المدني في مشعر مزدلفة). العميد فهيد الفايدي (قائد قوة الدفاع المدني في منى). العميد جميل أربعين (مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة).