قمت بزيارة أحد الأصدقاء بغية المباركة له بمنصبه الجديد حيث عين مديرا لإحدى الإدارات الحكومية وبعد أن هنأته.. تناولنا الحديث عن الإدارة وآليات تطويرها وتحسين أدائها، وهذا المفترض بطبيعة الحال بكل مدير جديد، فأردف قائلا: إن هذه الإدارة تفتقر الأداء الجيد أي أن إنتاجها دون المستوى المطلوب تبعا لما أبداه بعض المراجعين بوصفها إدارة خدمية يفترض بها أن تقدم الخدمة بأيسر السبل وأكثرها أريحية، وبمقتضاه طلبت من المدير الأعلى تزويد الإدارة بعدد من الموظفين، ووعدني بالدعم بموظفين جدد وآخرين من إدارات أخرى، وعاجلته ما الجدوى من ذلك؟ ورد قائلا بشيء من الثقة: لرفع مستوى الأداء طبعا. فقلت: اسمح لي أن أقول لك إن زيادة عدد الموظفين ليس معيارا لزيادة ورفع مستوى الأداء فقد يكون عكس ذلك تماما، ورد بتعجب كيف!! فقلت: إن ما سوف يعينون لدى إدارتك من موظفين (منقولين) قد يكون من بينهم ما هو أسوأ من موظفي إدارتك مما يزيد تردي الأداء، بل وتفاقم الخلل. أما عن المستجدين فهم سيجدون بيئة ومناخا سيئا، وبالتأكيد سوف يتطبعون على ذلك والنتيجة بالمجمل تراكم التسيب وسوء الأداء فأنت والحالة هذه كما لو كنت تكرس الإهمال ومزيد من التسيب.. واستطردت متسائلا: هل فكرت أين ستوجههم، أي ما هي الأعمال التي ستنيطها لهم قياسا على حاجة الأقسام ومدى استيعاب الإدارة لهذا الكم من الموظفين. وفي الإطار ذاته ما هي الآلية التي بموجبها تستطيع التأكد من عطائهم ومتابعة سير عملهم؟، وانبرى قائلا: وبعجل والدهشة تملأ محياه ما العمل؟ فقلت: مهلا يتعين عليك بادىء ذي بدء إصلاح حال الإدارة، والتعرف على كوامن الخلل وسوء الإدارة (الميكنة) وتاليا اكتشاف حاجة الأقسام بشكل موضوعي ودقيق فليس بالضرورة أن تكون هناك حاجة لموظفين بل قد يكون كثرة الموظفين وتكدسهم في قسم ما سببا في التقاعس والتسيب ونحو ذلك. وفي السياق قد يكون مفيدا القول إن قلة العطاء قد تكون نتيجة أسباب أخرى كثيرة ليس من جملتها قلة الموظفين. أما إذا تبين لك بعد عمل تلك الإجراءات والإصلاحات (غربلة) أن ثمة حاجة لموظفين فلا بأس، على أن يكون التعيين تباعا وعلى فترات للغاية ذاتها. أى لوضع الموظف المناسب في المكان المناسب وفق إطار الحاجة المشار إليها. ويتابع للتأكد من عطائه وحجم قدراته. خلاصة القول (وهذا ما اتفقنا عليه أنا وصديقي المدير ضمنا) أن زيادة عدد موظفين ليس معيارا لرفع كفاءة العمل. وفي المقابل فالتسيب وتدنى الأداء ليس دليلا أو مؤشرا على نقص الموظفين، فليبحث المدير عن مواطن الخلل وإلا أصبح أشبه بالذي يرقع ثوبا باليا... بل وأكثر من ذلك فهو كمن يزيد الطين بلة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة