خيرية أحمد العمودي، اسم معروف في تصميم الأزياء التي تجسد أصالة التراث المحلي، شقت طريقها إلى النجاح متسلحة بالهواية والعلم معا، فهي لم تكتف بالموهبة فحسب، بل صقلتها بالتخصص العلمي حيث اتجهت إلى معاهد الخياطة والتطريز لتهذيب الأناقة وتطويعها في خدمة الجمال والذوق الرفيع، وفي خلال فترة لم تتجاوز خمسة أعوام، قفزت إلى الأضواء والشهرة في هذا المجال. وتشمل تصميمات خيرية: التحف الفنية، الإكسسوارات، الحرف اليدوية، وحياكة وتطريز الأقمشة، خصوصا الزي البدوي الأصيل الذي أبدعت فيه كثيرا، وتجسد ذلك في المشالح النسائية التي أدخلتها لأول مرة في عالم الموضة في المملكة، حيث أثار هذا النوع من الأزياء ضجة إعلامية في بداية ظهوره ولقي طلبا كبيرا من المتذوقات للفن السعودي. وعن ابتكاراتها الحديثة تقول المصممة خيرية: القطع البدوية محببة إلى نفسي بجميع أشكالها وأحتفظ بها في ذاكرتي وفي مقر عملي أيضا، خصوصا المشالح النسائية التي نفذتها بإيحاء من فكرة المشلح الرجالي الذي فككته إلى قطع صغيرة، ثم أعادت قصها وخياطتها من جديد على شكل بلوزة نسائية، ووضعت خلفها خريطة المملكة، والصقر العربي الأصيل، ورموزا بدوية أخرى مستوحاة من طبيعة مجتمعنا، استخدمت فيها أجود أنواع الخيوط، الكلف، القيطان، والكرستالات، كما صممت مجموعة أخرى من المشالح التي تتكون من بلوزة وجلابية، برسوم مختلفة عن السابقة حيث يوجد عليها من الخلف صور فتيات متلثمات بالأشمغة، ومنقبات بدويات، وإكسسوارات تقليدية. مشاعر الانتماء وتستطرد خيرية: هذه التصميمات ألهبت مشاعر الانتماء للوطن، والحنين إلى الماضي العريق لدى الزبونات، بل إن التصميمات نالت إعجاب واستحسان الجميع. وعن اختيار الخامات المستخدمة في التطريز ومصادرها وطريقة استعمالها تقول خيرية العمودي: بعض الخامات محلية وبعضها تستورد من الخارج، وبالنسبة للمحلية ندخل عليها تعديلات، ونضيف إليها لمسات فنية، لتقديم القطعة في أبهى حلة مكتملة عناصر الجمال من حيث الصباغة وتداخل الرسم مع الخامات والأقمشة الحديثة، و بذلك نمزج بين الجودة والذوق المحلي في التصميم، وللخامات المستوردة التي تفضلها السيدات اللاتي يبحثن عن التميز سواء في التصميم أو الخامات، فنوفر لهن ما يلبي رغباتهن، فمثلا ننتقي الحراير، الشيفونات ،الدانتيلات الفرنسية، والتفتة الفرنسية أيضا المموجة أو العادية، وبالنسبة للقطيفة ندمجها مع الحرير الناعم أيضا لإضفاء أناقة وجاذبية للمرأة، التي غالبا تقبل على التصاميم التراثية لارتدائها في المناسبات الخاصة، والأعياد، لذلك صممنا عدة أفكار بدوية مع تحديثها بطرق عصرية جديدة. لكل أنثى زي وعن كيفية اختيار الزي المناسب بما ينسجم مع الأذواق المختلفة تقول العمودي: نبدأ بانتقاء ما يناسب كل امرأة أو فتاة سواء كانت ممتلئة أو نحيفة، فالممتلئة تحتاج إلى تصميم يخفي بعض من ملامح الجسم غير المرغوب في إبرازها، عكس النحيلة التي تناسبها أغلب الأزياء ما عدا التصميمات الضيقة والسادة، فهى لا تلائمها لأنها ستبرز معالم أيضا غير مرغوب فيها، يعني في كلتا الحالتين لابد من انتقاء المناسب لها. ثم يأتي دور النواحي التكميلية من الإكسسوارات، وأهم ما في الأمر هو انتقاء الخامات الجيدة التي تحتفظ برونقها وجمالها أطول فترة ممكنة، ومنها الإكسسوارت البدوية من الخلاخل، الأحزمة العريضة، الخرز، الاسترسات السواروفيسكي، وهي من أرقى وأجود أنواع الكرستال المستخدم في التطريز اليدوي بالخيوط الحريرية والقصب الرسم والطباعة وغيرها. المرأة الذواقة وعن ذوق المرأة السعودية تقول المصممة خيرية: المرأة السعودية أنيقة جدا بطبيعتها، وكل ما أقدمه لها ما هو إلا مكمل لبعض ما تبحث عنه، وهي تبحث دائما عن كل ما هو جميل وجديد، وتقدر قيمة الأزياء الجيدة والفاخرة وتدفع الأثمان التي تستحقها، فهى امرأة ناضجة وواعية، ويأتي اهتمامي بأناقة المرأة من شدة حرصي على أن تظهر المرأة المحلية، في كامل أناقتها سواء في البيت أو في العمل أو في المناسبات المختلفة. وحول استفادتها من العمل في هذا المجال تقول خيرية: حققت الشهرة والتميز والنجاح، رضا العميلات، ومحبة الناس وثقتهم في عملي ورضاهم عني جعلني مصممة أزياء لكل من حولي من أهل بيتي وقريباتي. عن أدواتها وأسلحتها الشخصية للاستمرار في التألق والنجاح ومواجهة المنافسة، تقول : أول أسباب النجاح هو المصداقية التامة مع الناس والإخلاص في العمل والالتزام بالمواعيد واحترام رغبات الآخرين، كما يجب على المصممة الناجحة أن تكون خلاقة ومبتكرة لأفكار جديدة تناسب أذواق العميلات وهذا ما تطمح وتبحث عنه العميلات، وهو الذي يضمن الاستمرار لأي عمل ناجح. ومن المواقف الطريفة التي واجهتها المصممة تروي خيرية قائلة: أغرب فستان صممته كان على الطراز الأفريقي وتكسوه رسوم أفريقية بالكامل، وله طريقة معينة في ارتدائه على الطريقة الأفريقية أيضا، ونفذنا بالفعل بروفة الارتداء، لكن كانت المفاجأة أنه في يوم الزفاف تلقيت اتصالا من صاحبته تخبرني بعدم معرفتها لبسه وتطلب مساعدتي.