تكرر استعمال المرشح العربي «لليونسكو» كبش فداء! ففي هذه المرة خرج وزير الثقافة المصري وخسر الجولة الأخيرة بعد أن كان الأقرب للفوز!! أي أن خروجه كان الأصعب من خروج طيب الذكر الدكتور غازي القصيبي، فقد شعر الأستاذ فاروق حسني أن اللقمة باتت في فمه وليس عليه غير أن يعض عليها بالنواجذ.. كما يفعل العرب عادة في المناصب! لكن للأسف حسب المثل الشائع عند الإخوة المصريين (يا فرحة ما تمت)!! و(جت الحزينة تفرح ما لقتش مطرح)!!، حقا صعب أن لا تقدم للجائع الطعام! لكن صعب جدا أن تخرجه من فمه وهو على وشك أن يلتهمه من الجوع! وهذا ما حدث مع السيد فاروق حسني سلمه الله من المكروه بعد فاجعة الخسارة في آخر لحظة، كمن جلس صامتا كل أشواط المباراة وفي الدقيقة الأخيرة في الوقت بدل الضائع دخل فيه هدف وانهزم!! والمشكلة فيما يبدو أن مباراة اليونسكو يتعامل معها العرب كما يتعاملون مع تأهيلهم لكأس العالم! يدخلون منافسات كأس العالم لا خبرات ولا قواعد ولا استعدادات ولا تنظيمات، مجرد فرح طائش بالتأهل وفي النهاية ينهزمون شر هزيمة.. ثم يرددون فخورين إن دخولنا المنافسة شرف ويكفينا هذا فخرا واعتزازا!! ويكتفون بهذا العزاء الذي ينالون منه تمجيد صحفهم وإعلامهم ويعودون سالمين مبتهجين! وهكذا يفعل المرشحون العرب للمناصب الدولية اللامعة.. تلاحقهم الهزيمة وهم يرددون يكفينا كنا مرشحين وأثبتنا نحن العرب استحقاقنا للترشيح!! إنها البيئة العربية لا فرق فيها بين لاعب في ملعب ولاعب على منصب!! كلهم يفرحون بالتنافس مع الأجانب مهما كانت النتائج مرة وقاسية ويخرجون وهم فرحون المنافسة شرف! ولا أدري أي شرف لم يسلم من الأذى هذا الذي يتمرغ في المحافل الدولية! إنما من الواضح أن العرب لا يعرفون كيف تدار الانتخابات في أوروبا ويظنون أنهم بين أهلهم وناسهم في عواصمهم العربية، لذا يعتمدون على «مؤهلات» لا تنفع عند الغرب الأجنبي وبالتالي لا يفوزون! في مصر لم يكن فاروق حسني «الأول» في تولي منصب دولي بين المصريين سبقه مباشرة اثنان على الأقل! فهل يعرف العالم العربي تفاصيل الفوز والخسارة، لا هي سر من الأسرار، لذا لا تتم الاستفادة من التجارب وحتى تجربة الدكتور غازي القصيبي في الترشيح لم تظهر تفاصيلها ولم يستفد منها فاروق حسني، لأن العرب لا يحبون الاعتراف بفضل بعضهم على بعض إنما يحبون فقط الاعتراف بأفضال الأجانب حتى ولو لم تنفعهم! السؤال الذي يحضرني بالمناسبة لماذا عند كل هزيمة مرشح يكون البحث العربي جاريا عن «المؤامرة» التي أدت إلى إسقاط مرشحهم العربي؟ ولا أحد يعلق هل حقا العرب يستحقون الترشيح أو بمعنى آخر هل بيئتهم العربية تقدمهم مرشحين مناسبين لماذا دائما نلتفت حولنا ولا ننظر دواخلنا، ولماذا الهزيمة وراءها أصابع أجنبية فقط!! في حين حتى لو كانت أمها أجنبية فأبوها عربي!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة