توقع متعاملون في تجارة الذهب في المنطقة الشرقية وصول سعر المعدن الأصفر في البورصة العالمية إلى 1250 دولارا للاونصة حتى نهاية العام الجاري، خصوصا في ظل المؤشرات غير الصحية للاقتصاد العالمي، مما يدفع المضاربين والمستثمرين للتهافت بقوة نحو الملاذ الآمن الذي يمثله الذهب في الوقت الراهن، لاسيما بعد الانهيارات الكبيرة التي أصابت الأسواق العالمية، وعدم قدرتها على استعادة عافيتها بالرغم من خطط الإنقاذ التي وضعتها أغلب الدول العالمية خلال الأشهر الماضية. وقالوا: إن المعدن الأصفر بدأ مسيرة الصعود خلال الأيام القليلة الماضية، فقد ساهم كسر الحاجز النفسي الكبير والمتمثل في 1000 دولار للأونصة في إعطاء زخم كبير في قدرة الأسواق العالمية على الوصول إلى مستويات قياسية وتحطيم الأرقام خلال الفترة المقبلة، مشيرين إلى أن إغلاق البورصات العالمية عند مستوى 1005 دولارات للأونصة الواحدة لا يمثل سوى استراحة محارب، خاصة أن السعر وصل إلى مستوى 1013 دولارا في إحدى تعاملاته خلال الأسبوع الماضي، مؤكدين، أن ضعف الدولار الأمريكي يمثل الشرارة التي أعطت قوة دفع للمعدن الأصفر للانطلاق بقوة نحو كسر الحاجز النفسي، فيما يمثل السبب الرئيسي وراء الارتفاعات القياسية للذهب هو عدم ثقة الكثير من المستثمرين في تعافي الاقتصاد العالمي، فالكثير لم يتلمس تحسنا في الاقتصاد العالمي والخروج من الأزمة المالية وذلك بالرغم من الوعود الكبيرة التي أطلقتها الدول الصناعية لمواجهة الأزمة الحالية، وبالتالي فإن المسثتمرين يحاولون من خلال الاتجاه للذهب لحماية مراكزهم المالية وليس تحقيق أرباح، فالعملية لا تعدو عن كونها «احتجاجا» على الطريقة التي تتعامل بها الدول مع الأزمة المالية العالمية التي أضرت بالاقتصاد العالمي وأدخلته في دورة الركود التي لا يعلم متى يخرج منها. وقال عبد اللطيف الناصر «متعامل» إن الارتفاعات الكبيرة للمعدن الأصفر لم تصاحبها عمليات بيع معاكس خلال الأيام القليلة الماضية، فالحركة على بيع الذهب المستعمل ما تزال ضعيفة للغاية، مما يعني عدم وجود مخزون لدى المواطنين من الذهب، فالارتفاعات الحالية تغري الجميع على الاستفادة منها لتحقيق أرباح مالية من جانب، ومن جانب آخر فإن البعض يعمد لبيع الذهب مع اقتراب بعض المواسم المهمة سواء موسم العيد أو موسم الدراسة، وبالتالي فإن عدم وجود حركة بهذا الاتجاه مع اقتراب عيد الفطر. وكذلك انطلاق الموسم الدراسي بعد أيام قلائل، يعطي دلالة قوية على عدم وجود مخزون كبير لدى المواطنين، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى تخلصت من مخزونها الكبير قبل عامين تقريبا عندما وصل سعر الأونصة لنحو 750 - 800 دولار للاونصة، خصوصا أن تلك الأسعار لم تصلها على مدى السنوات الماضية من جانب ومن جانب آخر، فإن انهيار الأسهم آنذاك دفع البعض للتوجه للمعدن الأصفر للحصول على سيولة من تسديد الديون المترتبة عليهم للبنوك بالدرجة الأولى. وذكر علي الدجاني «متعامل» إن سعر الذهب المستعمل وصل حاليا إلى 102 ريال للغرام مقابل 89 - 90 ريالا خلال الأيام القليلة الماضية، بيد أن الحركة تكاد تكون معدومة بالنسبة لجميع محال الذهب، فقبل عامين كانت بعض المحال تشتري يوميا ما يقرب 2 - 3 كيلو من الذهب المستعمل فيما لا تتجاوز مشتريات بعض المحلات مع ارتفاع الذهب في البورصة العالمية أكثر من 500 جرام، مما يعني عدم وجود كميات كبيرة لدى المواطنين، نظرا لعزوف البعض عن الشراء خلال الفترة الماضية جراء الارتفاعات المتواصلة في هذا المعدن وكذلك لوجود أولويات أخرى أكثر الحاحا لدى بعض الأسر، خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، موضحا، أن الحركة خلال شهر رمضان ومع اقتراب عيد الفطر ما تزال دون المستوى المطلوب، حيث جاءت مخيبة للآمال كثيرا، مما يشكل صدمة كبيرة لم تستطع أغلب المحال استيعابها حتى الوقت الراهن، مضيفا أن أسعار المشغولات الذهبية تتراوح حاليا بين 120 - 121 ريالا للجرام بالنسبة (الماكينة) و125 - 133 ريالا للجرام (اليدوي).