سجلت أسعار مختلف أصناف الرطب في أسواق محافظة الأحساء خلال الأسبوع الحالي وبحلول شهر رمضان المبارك تراجعا ملحوظا بلغ مستويات لم يصلها منذ أكثر من عام حيث هوى سعر الكيلو جرام الواحد لبعض الأصناف إلى ريالين فقط، فيما هوى سعر رطب الخلاص وهو أجود الأنواع إلى خمسة ريالات بعدما تجاوز في وقت سابق 18 ريالا للكيلو جرام الواحد للأصناف المبكرة (البواكير). وتسبب هذا الانخفاض في تكبيد المزراعين خسائر فادحة وصلت إلى 40 في المائة نظرا لأن تكلفة زراعة الرطب والعناية به وقطافه تفوق بكثير السعر الآن، الأمر الذي دفع المزارعين والتجار إلى اقتراح حل يتمثل في تصدير فائض الإنتاج إلى الخارج. وأعاد تجار هذا الانخفاض في الأسعار إلى فائض الإنتاج وكثرة نقاط البيع المنتشرة في مدن وقرى وهجر المحافظة التي اتخمت بكميات ضخمة من مختلف أصناف الرطب، وأكد المزارعون أن خسائرهم فادحة في محصول رطب الأصناف المتأخرة من الموسم الزراعي الحالي في مزارع واحة الأحساء مع الهبوط الكبير في الاسعار وقدر بعضهم متوسط تكلفة زراعة الكيلو جرام الواحد بعشرة ريالات. وأوضح الحاج سلمان بن صالح المكينة من سوق التمور في محافظة الأحساء أن أبرز أسباب تدني سعر الرطب في الأحساء التسرع في بيع كميات كبيرة من الرطب خلال فترة زمنية محددة وقصيرة جدا ومخاوف تعرض المحصول للفساد نتيجة تعرضه للحرارة في حالة بقائه وعدم بيعه.. موضحا أن المزارع يحاول عادة بيع الرطب في أسرع وقت ودون تأخير كي لا يتعرض للفساد وعندها يضطر لبيعه بأقل الأثمان.. مشيرا إلى أنه يفترض أن يكون سعر كجم الرطب أعلى من الضعف، إلا أن ذلك الافتراض لم يتحقق في الوقت الحالي بل حصل العكس تماما، وأشار إلى أن السعر الحالي غير مجد للمزارعين نظير ما أنفقوه لإنتاجه طيلة موسم زراعته والعناية به وكذلك أجور العاملين والتعبئة والنقل. وقال المزارع طاهر بن عبدالله العيسى إنه باع إنتاجه بخسارة تصل إلى أربعين في المائة، وأشار إلى أسعار بعض أصناف الرطب بأنها تكاد تكون مجانية. وأكد عدد من الباعة والمزارعين في محافظة الأحساء على ضرورة صدور قرار يسهيل إجراءات تصدير الرطب إلى مختلف دول العالم.. مشيرا إلى أن تصدير الرطب إلى الدول العربية والدول الأجنبية والصديقة بمثابة المنفذ لتصريف الكميات الفائضة من الإنتاج والتي يمكن من خلالها تعويض الخسائر، وطالبوا الجهات المعنية برفع كميات الرطب المصدرة إلى الخارج مع مراعاة اختصار المدة التي تستغرقها إجراءات التصدير لضمان وصولها إلى مختلف دول العالم سليمة محتفظة بجودتها. وتوقع محمد بن علي بن حسين الملا أنه في حال تصدير الرطب فإن السعر سيكون لصالح المزارع والمستهلك.. مؤكدا أنه لا صعوبة في ذلك.. مشيرا في هذا الصدد إلى أن المملكة تستورد مختلف الفواكه والخضروات من كل أنحاء العالم وتصل إلى جميع الأسواق السعودية محتفظة بجودتها.. لافتا إلى أنه من الأولى أن تتعامل الجهات المعنية في المملكة مع الدول بالمثل، بحيث يصدر إليها بالطرق المتبعة في استيراد منتجاتهم الزراعية وخلافه، وأضاف الملا أن هذه الخطوة تحقق الهدف المنشود وهو تنمية الاقتصاد المحلي وتنمية الاستثمارات المحلية في القطاع الزراعي وتشغيل الشباب السعودي والحد من البطالة الزائدة.