فيما بدأت الأسواق باستقبال بواكير محصول التمور، الذي تزامن هذا العام مع إهلالة رمضان، يستعد أهالي واحة الأحساء لجني نتاج أكثر من 2.5 مليون نخلة مثمرة هذا العام. ويقدر مزارعون في محافظة الأحساء حجم محصول الموسم الحالي بنحو 100 ألف طن، في حين يتوقع أن تدر عليهم دخولا تصل إلى 650 مليون ريال، على اعتبار أن متوسط سعر الطن الواحد في حدود 6500 ريال. وساهمت الأمطار التي شهدتها الأحساء على مدار الأسابيع الماضية في غسل ما حملته أعجاز النخل من شوائب وأتربة لحقت بها مطلع الصيف الحالي مما ينتظر معه أن نرى محصولا يانعا وذا جودة عالية. وستستمر مدة الموسم لأكثر من ثلاثة أشهر فيما ستبلغ ذروتها في الثلث الأخير من رمضان المقبل حيث يوافق ذروة موسم خرص البلح الذي عادة ما يكون نهاية أغسطس من كل عام. ويؤكد شيخ سوق التمور في الأحساء عبدالحميد بن زيد الحليبي ل "الوطن" أن في الواحة ما يقارب 2.5 مليون نخلة منتجة، موزعة على أكثر من 30 ألف حيازة زراعية، وينتظر أن تطرح محصولا يصل إلى 100 ألف طن من مختلف أنواع التمور. وأوضح أن هناك أكثر من 10 مصانع مرخصة لتعبئة التمور، طاقتها الإجمالية في بداية الموسم 30 ألف كرتون بواقع 8 كيلو جرامات لكل كرتون، فيما تصل في ذروة الموسم إلى 70 ألف كرتون. وأكد أن موسم التمور في الأحساء يوفر سنوياً أكثر من ألفي وظيفة للشباب السعودي في المصانع والأسواق والمزارع، حاثا في الوقت ذاته جامعة الملك فيصل في الأحساء على استحداث تخصص في كلية العلوم الزراعية والأغذية يعنى بدراسة التمور وتصنيعها وتعبئتها وتسويقها بغرض تخريج متخصصين في هذه الصناعات . وذكر الحليبي أن محصول تمور الأحساء منافس قوي وكسب شعبية كبيرة على مستوى العالم، ويحظى بإقبال الكثير في مناطق ومحافظات المملكة ومن مواطني الخليج والدول العربية والدول الصديقة. وأكد أنه لا يتأثر من تأخر نزوله إلى الأسواق مقارنة بنزول التمور في أسواق مناطق أخرى، مستدلاً بذلك بنفاد كميات تمور الأحساء للموسم الماضي من الأسواق، مبينا أن جودة تمور الأحساء تضعها في المراكز المتقدمة عالمياً وفق نتائج ودراسات وأبحاث عالمية لجهات متخصصة في الزراعة. وقال المزارع علي المسلم إن محصولي الرطب والتمر سيكونان متوفرين في رمضان المقبل في أسواق الأحساء، مما سيشكلان عنصر تنافس في أسواق الأحساء، متوقعاً أن تشهد الأسواق المحلية تزايداً في عروض الرطب في السوق المحلية لسرعة تعرضه للتلف، وازدياد في التصدير بالنسبة للتمور إلى الأسواق الخارجية لتحمله لفترات طويلة دون تعرضه للفساد. وتوقع أن يتم جني أكثر من 30% من إجمالي المحصول من التمور خلال شهر رمضان، مضيفاً أن الأحساء تشتهر بزراعة أصناف عدة من التمور مثل: الخلاص والشيشي والرزيز والغر والهلالي والطيار وأم ارحيم، والخصاب والمرزبان والتناجيب والشهل والحاتمي والشبيبي والخنيزي، حيث يفضل البعض بيع أصناف محددة رطباً والبعض الآخر يفضل بيعها تمرا. وأكد المزارع علي العمر أن جودة محصول تمور الموسم الحالي تعود إلى العناية التي تجدها النخلة من المزارع، والأجواء المناخية التي عاشتها واحة الأحساء طوال فترة نمو الثمار.