أصبح محصول البصل "الحساوي" غريباً في موطن زراعته لوصول كميات كبيرة من البصل المستورد، التي تدخل إلى الأسواق ونقاط البيع المنتشرة. وأوضح شيخ سوق التمور في الأحساء المزارع عبدالحميد بن زيد الحليبي ل "الوطن" أمس، أن مزارع واحة الأحساء تنتج كميات وفيرة من البصل، وبإمكان المزارعين رفع طاقتهم الإنتاجية من كميات البصل بما يضمن الوصول إلى الاكتفاء الذاتي، ووقف استيراد أو وصول البصل إلى الأحساء للحفاظ على أسعاره، مطالباً وزارة الزراعة بإنشاء مستودعات "تبريد" لتخزين الفائض من كميات البصل "الحساوي"، وعرضه للبيع على مدار أيام السنة. وقال إن البصل المستورد أصبح مصدر قلق للمزارعين الأحسائيين عند عرض محصولهم في الأسواق فيضطرون إلى بيعه بأسعار دون التكلفة, مبينا أن السعر الحالي للبصل "الحساوي" قد لا يفي بأتعاب وتكاليف زراعته. وقال تاجر البصل في سوق الخضار المركزي في الأحساء أحمد الصقر، إن أفضل أنواع البصل المتوفرة في الأسواق المحلية هو البصل "الحساوي"، وأغلاها سعراً، إذ يصل سعر الكيلو جرام الواحد منه إلى 3 ريالات، فيما تتراوح أسعار الأصناف الأخرى للكيلوجرام الواحد ما بين ريال إلى ريالين. وبين أن الكميات المنتجة من البصل "الحساوي" قليلة مقارنة بحجم الطلب المتزايد عليه في الأحساء، مضيفاً أنه يومياً يشتري من 3 إلى 4 شاحنات كبيرة من البصل المستورد من مناطق المملكة الأخرى أو من خارجها لتغطية حجم الطلب عليه. وذكر المزارع محمد العويض أن البصل "الحساوي" يمتاز بميزة فريدة عن الأصناف الأخرى، وهي فترة بقائه طازجاً لأكثر من عام، دون تعرضه للضرر، وفي حال وضعه على تربة زراعية مناسبة وريه بالماء بصفة دورية، فإن حجم حبة البصلة، ينمو ويزداد، مضيفاً أن حبة بصلة واحدة من إنتاج مزارع الأحساء تعادل 4 حبات من الأصناف الأخرى، بسبب جودتها ومفعولها العالي عند إضافتها إلى أي مكون غذائي آخر كإعداد وطبخ الأرز أو وضعها في إعداد الوجبات الغذائية الأخرى التي تحتاج إلى البصل. وأضاف المزارع علي العمر أن مزارع الأحساء لن تجد أي مشكلة في الإنتاج لتلبية حاجة السوق، إلا أن المشكلة الوحيدة هي التسويق، فالمزارعون الأحسائيون لديهم الخبرة الزراعية الكافية الممتدة لعشرات السنين لإنتاج "بصل" متميز كماً وكيفاً في حقول المزارع المكشوفة المنتشرة في كافة أرجاء الواحة.